وكالات قال نشطاء إن قوات الجيش السوري قصفت أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حول دمشق بالطائرات والصواريخ أول أمس الأحد، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات في هجوم يستهدف إبعاد المعارضين عن المطار والحيلولة دون اقترابهم من العاصمة. وكثف الجيش هجماته بعد ما حققه المعارضون من تقدم على مدى أسبوع بما في ذلك السيطرة على قاعدتين عسكريتين قرب العاصمة. وخطط مقاتلو المعارضة لاقتحام وسط المدينة انطلاقا من معاقلهم في الضواحي مع احتدام القتال. وذكر نشطاء أن الهجمات الصاروخية الكثيفة التي وقعت استهدفت بلدات على مقربة من طريق المطار دمشق السريع حيث تقع اشتباكات بين الجيش وقوات المعارضة منذ ثلاثة أيام. ووصف البعض القصف المستمر بأنه مماثل للقصف العنيف الذي تعرضت له بلدة بيت سحم في ريف دمشق. وفي اشارة إلى استعادة الحكومة بعض السيطرة حول مطار دمشق، قالت شركة مصر للطيران إنها ستستأنف رحلاتها الجوية إلى دمشق وحلب اعتبارا من الاثنين بعد ثلاثة أيام من تعليقها، كان مطار دمشق خلالها مغلقا فعليا بسبب الاضطرابات. وقال رئيس الشركة إن الأوضاع مستقرة. ويبدو أن هجوم الجيش يحول دون تقدم مقاتلي المعارضة الى وسط دمشق حتى الآن. غير أن أيا من الجانبين لم يكسب أرضا جديدة في الأيام الماضية فيما يتواصل القتال على طول ضواحي المدينة، رغم القصف الكثيف الذي تشنه قوات الاسد. لكن قوات المعارضة قالت إن المنطقة المحيطة بمطار دمشق لم تكن آمنة مع استمرار تفجر الاشتباكات على طول الطريق السريع. ومن العسير التحقق من تقارير المعارضة نظرا لقيود الحكومة على دخول وسائل الاعلام الى سوريا. وقال نشطاء آخرون إن الطريق السريع تحت سيطرة الجيش لكن المنطقة لا تزال غير مستقرة بسبب القتال في البلدات القريبة مثل بيت سحمن التي تقع على بعد كيلومتر واحد. وأودت الهجمات الصاروخية التي وقعت الأحد بحياة عشرة أشخاص على الاقل في بلدة دير العصافير، التي تقع على بعد 12 كيلومترا شرقي دمشق. ويقول مسؤولون أمنيون سوريون ومصادر دبلوماسية إن هدف الجيش هو إبعاد قوات المعارضة وإغلاق وسط دمشق عن الضواحي المحيطة التي تخضع لسيطرة المعارضين. ويقول المعارضون انهم يريدون السيطرة على المطار، نظرا لأن الجيش يستخدمه في جلب السلاح. وكانت تقارير مخابرات غربية أفادت في وقت سابق العام الجاري بأن إيران الداعم الرئيسي للأسد تستخدم طائرات مدنية لنقل معدات وأفراد عسكريين الى سوريا عبر المجال الجوي العراقي. وتصاعد العنف في سوريا، خاصة بعد أن بدأ مقاتلو المعارضة في مواجهة سيطرة الأسد حول العاصمة ومدينة حلب كبرى المدن السورية، غير أن القوى الأجنبية لا تزال تواجه طريقا مسدودا.