وجد عبد الحق أيت العريف اللاعب السابق لفريقي الوداد والرجاء البيضاويين، نفسه وسط قلب عاصفة مشكل كبير، نغص عليه حياته، وجعله يتوقف عن ممارسة كرة القدم، وبدل أن يبحث عن وسائل لتطوير مؤهلاته الكروية، والانطلاقة من جديد، فإنه اليوم يقضي سحابة يومه، هائما يفكر في مخرج لأزمة خانقة، تسببت فيها ثقته المفرطة، في مواطن جزائري، سلبه ماله وعرق سنوات من ممارسته لكرة القدم في المغرب وبالخارج. أصل الحكاية بدأ عندما تعرف أيت العريف على مواطن جزائري يحمل من الأسماء سمير، اشتهر بربطه لعلاقات صداقة مع لاعبي كرة القدم، وكان مدخله إلى نسج هذه العلاقات، هو سبه للنظام الجزائري وللرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مقابل كيله المديح للمغاربة ولملكهم، بل إنه لم يكن يتردد في أن يعتبر نفسه مغربيا، وعندما كانت الأقدار ترمي بمواجهات مغربية جزائرية في كرة القدم، كان هذا المواطن الجزائري يشجع الفرق والمنتخبات المغربية، بل إنه كان يبدي حماسا مبالغا فيه لكل ما هو مغربي. عرض هذا الجزائري على أيت العريف أعمالا تجارية، جزء كبير منها يتعلق ببيع الهواتف النقالة، وثق أيت العريف في هذا المواطن الجزائري وفتح له باب بيته، بل وقضى مع عائلته عيد الأضحى، وكشف لعبد الحق إمكانية حصده لمبالغ مالية كبيرة، قبل أن يقع أيت العريف في «الفخ» ويسلمه شيكات على بياض، ومبلغا ماليا يقدر بحوالي 200 مليون سنتيم، ثم سيستفيق أيت العريف على وقع الصدمة، فحسابه البنكي أصبح صفر درهم، والملايين التي جمعها بالكد والعرق طارت في الهواء، وأكثر من ذلك أصبح مهددا بالملاحقة القضائية، خصوصا وأن تجار درب غلف يطاردونه ويرغبون في الحصول على ما يعتبرونها حقوقهم المالية. أمام هذا الوضع اضطر أيت العريف للسفر إلى الإمارات، وبالضبط عجمان حيث لعب لفريقها، ومازالت تربطه علاقات قوية بمسؤولي هذا الفريق، حيث يبحث من هناك عن مخرج لأزمته الخانقة، عله يبني حياته من جديد. واقعة اللاعب أيت العريف المعروف بطيبوبته، وبعطفه على الرياضيين وعلى جميع الأشخاص الذين كان لهم دور في بروزه، تكشف كيف أن لاعبي كرة القدم يفتقدون لمن يرافقهم أثناء مسيرتهم، ويفتح عيونهم، ويحذرهم من مثل هذه المطبات، وتكشف أيضا أن الحس التضامني بين الكثير من اللاعبين المغاربة غائب، مع استثناءات قليلة. أيت العريف الذي سقط في هذا الفخ، بفعل بساطته، وثقته المفرطة في الآخرين، يحتاج إلى وقفة تضامنية، وإلى مؤازرة مادية ومعنوية من زملائه اللاعبين، ومن فريقي الوداد والرجاء اللذين حملا قميصهما، فليس مقبولا أن لاعبا من هذا الحجم، يجد نفسه في هذه الورطة. صحيح أن القانون لايحمي المغفلين كما يقال، لكن الخطأ وارد، وجل من لايخطئ ومن لا يقع فريسة لثقته المفرطة.