قال رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إنه عازم على رفع دعم الدولة عن المحروقات والمواد الأساسية، من خلال خطة لإصلاح صندوق المقاصة، وتوزيع الدعم المباشر على الفقراء. وأضاف بنكيران، الذي كان يتحدث إلى جمع من أعضاء حزبه بجهة الدارالبيضاء، أول أمس الأحد، أن قنينات الغاز وحدها تكلف الدولة 12 مليار درهم من صندوق المقاصة، بينما لا تتعدى ميزانية وزارة الصحة بكاملها 6 مليارات درهم، وخاطب الحاضرين متسائلا: «واش باغين الصحة ولا البوطة»، فانفجرت القاعة بالضحك عندما أجابت إحدى الحاضرات «البوطة». وأشار الأمين العام ل«البيجيدي» إلى أن الديون المستحقة على المغرب تصل إلى 553 مليار درهم، وتخصص الدولة 22 مليار درهم سنويا لأداء الديون، وهو مبلغ كفيل بإقامة طريق سيار بين ورزازات ومراكش، أو نقل فائض المياه بالغرب إلى منطقة الحوز. وكشف بنكيران أنه كان ينوي فرض ضريبة تضامنية على الدخل ابتداء من 4000 درهم، بنسبة 1 بالمائة، ترتفع مع ارتفاع الدخل، لكن وزير المالية ضمن القانون المالي حدا أدنى ب25 ألف درهم، قبل أن يرفعه البرلمان إلى 30 ألف درهم، واستطرد بأن ما يطمح إليه في هذا الباب لم ينجز منه إلا جزء يسير في القانون المالي 2013، وأضاف «ولكن أيام الله طويلة». وقال بنكيران إنه جاء لرئاسة الحكومة بفلسفة اتخاذ القرارات التي يجب اتخاذها، وليس القرارات التي تعجب الجميع، حتى لو أدى ذلك إلى فقدان الحزب شعبيته، قبل أن يبشر أنصاره بالقول: «ومع ذلك فإن الناس سيصوتون عليكم في 2017». وعاد بنكيران، الذي كان يجيب عن أسئلة الحاضرين بقاعة ثريا السقاط، إلى واقعة توقيعه على توظيف عدد من الصحراويين، التي كانت قد أثارت انتقادات عدة على خلفية رفض الحكومة للتوظيف المباشر، ونفى أن يكون هذا التوظيف تم في إطار غير قانوني. وأضاف «حتى لو افترضنا أن هذا الأمر تم بشكل غير قانوني، وهذا غير صحيح، فهل يجب أن تسائلوني وكأنكم لا تعرفون السياق العام، وقضية الوحدة الترابية للمملكة». وأكد بنكيران على أن الدولة ستنفذ القانون بصرامة مع الجميع، و«سيأتي الدور على دور الصفيح التي ستزال بكاملها، وتقدم حلول لأصحابها، ويطبق القانون بكل حزم». وبدت على بنكيران علامات الغضب عندما سأله أحد الحاضرين، وهو يهم بركوب سيارته، عن ميزانية الجيش والقصر الملكي، فقال بلهجة حادة: «هادي قلة الحيا». وأضاف «بالأمس لم يكن أحد يستطيع الحديث، واليوم يريدون بقفزة واحدة مناقشة ميزانية الملك، خليو عليكم الملك فالتيقار».