وكالات قتل 31 عراقيا وأصيب 98 آخرون بجروح أمس الخميس في هجمات، بينها تفجير عبوتين ناسفتين في موكب شيعي في مدينة الحلة (جنوب بغداد) أسفر عن سقوط 26 من القتلى. وقال مصدر رفيع المستوى في شرطة محافظة بابل لوكالة فرانس برس إن «عبوتين ناسفتين انفجرتا صباح أمس الخميس في وسط الحلة (95 كلم جنوب بغداد) واستهدفتا موكبا لزوار شيعة سيرا على الأقدام». كما أكدت مصادر طبية في مستشفى الحلة الجراحي ومسعفون على الأرض وعنصر في الدفاع المدني أن تفجير هاتين العبوتين أسفر عن مقتل 26 شخصا بينهم امرأتان وثلاثة أطفال ومسعفان وعنصر في الدفاع المدني، فيما أصيب 85 بجروح. بينما أكد أمنيون أن الحصيلة مرشحة للارتفاع. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 18 شخصا وإصابة 71 بجروح في الهجوم. وبسبب ذلك أغلقت قوات الشرطة والجيش موقع الهجوم، ومنعت الصحافيين من دخوله، حسب ما أفاد به مراسل وكالة فرانس برس في المكان. وقد وقع هذا الهجوم في منطقة شعبية تنتشر فيها المطاعم الصغيرة والمحلات التي تبيع قطع غيار للسيارات خصوصا، كما أغلقت معظم المحلات التي تقع حول منطقة الهجوم أبوابها، وأدى الانفجار إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في المحال التجارية القريبة واحتراق حوالي عشر سيارات بينها سيارة إسعاف وأخرى للإطفاء. وتقيم القوات الأمنية حاليا حواجز تفتيش في معظم طرق مدينة الحلة، وتوقف السيارات وتفتشها بحثا عن متفجرات. وبهذا الخصوص قال كريم الخفاجي (40 عاما) يملك محلا لبيع أجهزة الهاتف قرب موقع الهجوم إن «انفجارا كبيرا وقع بالقرب من موكب حسيني متواجد عند مطعم شعبي أعقبه انفجار ثان لدى وصول قوات الأمن وسيارات الإسعاف». وأضاف قائلا» «قام كثير من الناس بإخلاء الضحايا، وقد رأينا أطفالا ونساء بين القتلى الذين سقطوا». وفي كربلاء (110 كلم جنوب بغداد)، قال مسؤول في دائرة اعلام الشرطة في المدينة إن سيارة مفخخة انفجرت في منطقة باب طويريج على بعد نحو كيلومتر من المدينة القديمة». كما أكد مسؤول في دائرة الصحة في المحافظة أن «الانفجار أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 13 بجروح». وذكر المسؤول في دائرة الشرطة إن «الطرق المؤدية إلى المدينة القديمة أغلقت والبحث جار عن سيارة مفخخة ثانية». وتعد كربلاء حيث مرقد الإمام الحسين بن علي، ثالث الأئمة المعصومين لدى الشيعة وأخيه العباس، من المدن المقدسة لدى الشيعة في العالم، وتستقبل ألاف الزائرين بشكل يومي. ومن النادر أن تقع هجمات في كربلاء التي استقبلت قبل أيام نحو ثلاثة ملايين زائر من العراق ودول عربية وغربية أحيوا فيها ذكرى مقتل الإمام الحسين، من دون أي حوادث أمنية. وقال الخبير العراقي في الشؤون الأمنية الاستراتيجية، علي الحيدري، إن «ما حدث هو أن القوى الأمنية كانت في ذروة استعداداتها ونشاطها خلال المناسبة الأخيرة (ذكرى عاشوراء)، وبعد انتهاء هذه المناسبة حصل نوع من التراخي». مضيفا أن «القوى الأمنية عادة ما تكون مجهدة بعد مناسبات مماثلة فيحدث نوع من التراخي يستغله العدو بشكل مباشر، ذلك بالإضافة إلى غياب التقنيات الحديثة التي تكشف عن المتفجرات». وجاءت هجمات أمس بعد مقتل 12 شخصا الثلاثاء الماضي في انفجار سيارات مفخخة استهدفت ثلاث حسينيات في شمال بغداد.