انهار، أول أمس الأربعاء، منزل مهجور بزنقة الحديقة العمومية في آسفي، وسمع دوي انفجار قوي لحظة انهياره، وقد خلف هذا الحادث إصابة سيدة بجروح بليغة في أنفها وأطرافها، مما استدعى نقلها إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي الإسعافات الطبية، فيما غادر بسرعة رجال وأعوان السلطة المحلية مكان انهيار المنزل مخافة تعرضهم لاحتجاجات المواطنين، وعوضهم رجال الأمن الذين وضعوا حواجز حديدية وتكلفوا بتنظيم حركة السير والجولان. وحمل عدد كبير من المواطنين من ساكنة حي جنان فسيان مسؤولية انهيار هذا المنزل المهجور إلى السلطات المحلية، مضيفين أنهم اشتكوا مرارا ولسنوات طويلة من الأخطار التي تشكلها المنازل الآيلة للسقوط في زنقة الحديقة العمومية وزنقة الدرك والوردة، دون أن تتخذ السلطات المحلية والمنتخبة أدنى إجراء من أجل حماية سلامة وأمن الساكنة، بحسب قولهم. وكشف انهيار هذا المنزل، الذي ظل منذ سنوات آيلا للسقوط ويتجنب المارة المرور بمحاذاته، مخبأ سريا لعلب لصاق «السيلسيون» وقنينات كحول الحريق التي يتم ترويجها من قبل أحد الدكاكين المجاورة الذي كان مرارا موضوع إنزال أمني في إطار محاربة ترويج «السيلسيون». ويشهد حي اجنان فسيان والأزقة المتفرعة عنه تنامي عمليات البناء العشوائي والترامي على الأملاك القديمة لليهود، إذ تحولت العديد من الدور المهجورة إلى مساكن عشوائية للمشردين والمتسكعين وأصحاب السوابق وتجار المخدرات الذي يستغلون هذه الدور المهجورة والآيلة للسقوط في ترويج المخدرات والممنوعات. وقال مصدر مسؤول من بلدية آسفي إن أحياء اجنان فسيان ووادي الباشا والمنظر الجميل تسجل فيها أعلى معدلات البناء العشوائي والترامي على الملك العام، إذ تحولت الكثير من الدور السفلية القديمة إلى عمارات من أربعة وثلاثة طوابق، دون توفر أصحابها على رخص بناء قانونية، في وقت يأتي انهيار هذا المنزل المهجور في زنقة الحديقة العمومية لينضاف إلى باقي الدور المهددة بالانهيار، والتي تسقط مع كل موسم أمطار في هذه المنطقة السكنية التي تعرف بهشاشة البنايات القديمة المكونة لها، كما في مناطق أخرى كالمدينة القديمة وحي أموني، الذي تسجل فيه أسبوعيا عمليات سقوط للدور المتبقية فيه والتي يصفها السكان ب»قندهار». وقال محمد كاريم، رئيس مجلس مدينة آسفي، إن المنزل المنهار سجل، قبل شهر فقط، ضمن الإحصاء المحلي للدور الآيلة للسقوط، مضيفا أن إحصاء الدور المهددة في مدينة آسفي كان مقتصرا في السابق على منطقة المدينة القديمة داخل السور البرتغالي، قبل أن يتم مؤخرا ضم عدد كبير من الأحياء ضمن هذا الإحصاء، خاصة منازل أحياء بياضة وأموني وشارع الرباط.