منذ إغلاق أبواب مركب محمد الخامس، في 19 نونبر الماضي، وهو يخضع لعمليات إعادة تعشيب أرضيته، وهي عملية قال عنها مدير المركب الرياضي، فريد المير، إنها عملية روتينية تندرج في سياق إعادة تعشيب الأرضية للفترة الشتوية، مضيفا أن إغلاق الملعب في وجه المباريات ضروريّ للحفاظ على العشب طيلة السنة. وقال: «خضعت الأرضية لعملية إعادة تعشيب أنجزتها شركة مختصة في المساحات الخضراء، بعد أن شعرنا بأنّ أرضيته قد تضرّرت كثيرا من جراء المباريات التي جرت على بساط الملعب، سواء الودية أو الرسمية، ونأمل أن نعيد نفس العملية في الفترة الصيفية، أي مباشرة بعد انتهاء مباريات الدوري». وقامت شركة «الأوراش الخضراء»، المتعاقَد معها من طرف مجلس مدينة الدارالبيضاء، بإعادة زرع العشب، وقال مسؤول من الشركة إن كمية البدور التي تم زرعها في مساحة الملعب بلغت 420 كيلوغراما، بسواعد تقنيي الشركة ومجلس المدينة، المختصين في المساحات الخضراء، وتابع قائلا: «لقد قمنا بإحداث ثقوب في أرضية الملعب وتم شفط العشب وزرع عشب جديد يتلاءم والجوّ المناخي الحالي، والذي يتميز ببرودة وصقيع، خاصة في الفترة المسائية». وفي ظل هذه الأشغال، اضطر المسؤولون إلى منع الوداد والرجاء من الاستقبال في المركب الرياضي محمد الخامس، بمعدل مباراة لكل فريق، حيث اضطر الوداد البيضاوي، في نهاية الأسبوع الماضي، إلى استقبال رجاء بني ملال في ملعب الأب جيكو، بل إن مسؤولي الرجاء تباحثوا مع والي الدارالبيضاء إمكانية استقبال الخريبكيين على أرضية ملعب مركب محمد الخامس، بدل البحث عن ملاعب خارج العاصمة الاقتصادية. ونفى فريد المير، مدير المركب الرياضي، الأخبار التي تم تداولها حول وجود عمليات صيانة تهمّ مرافق الملعب، خاصة المستودعات والمدرجات، بعد أن روّج البعض لوجود ورش استبدال الكراسي الحمراء والخضراء بكراسٍ زرقاء، وهو ما نفاه المير، قائلا إن «صفقة صيانة مرافق الملعب، خاصة المستودعات، مازالت تسير وفق مجراها الإداريّ، ونحن نعرف بطء الصفقات العمومية، لكنْ إلى حد الساعة فالترميم يهمّ العشب فقط، رغم أنني أتمنى إشراك الرجاء والوداد في عملية صيانة المستودعات بالخصوص وتخصيصها للفريقين، نحن نتوفر على 14 غرفة لتغيير الملابس، فلا بأس من قيام كل فريق بإصلاح مستودع الملابس الخاص به وإغلاقه كي يُفتح في وجه المباريات التي يكون طرفا فيها، فمجلس المدينة هو من يتحمّل نفقات الصيانة، وهي مكلفة جدا وتحتاج إلى إشراك الناديين، لأنهما يستغلان الملعب في جلب مداخيل أسبوعية هامة». .وحسب مسؤول في مجلس المدينة، فإن النية تتجه نحو إصلاح مرافق عديدة معطلة في المركب الرياضي محمد الخامس، كالقاعة المغطاة التي توجد أسفل المدرجات غير المغطاة، نظرا إلى عدم توفرها على الإنارة والحالة السيئة لأرضيتها والمستودعات التي تتعرض في نهاية كل أسبوع للتخريب من طرف اللاعبين وبعض المسيرين، آخرها في مباراة الوداد والدفاع الحسني الجديدي، حين حطّم أحد لاعبي الدفاع زجاج المستودع، إضافة إلى المدرجات الحلفية، التي لا تتوفر إلا على مقاعد من الإسمنت والتي هي في حاجة إلى كرَاسِ». وقال المسؤول ذاته إن مجلس المدينة خصص ميزانية بأزيد من 8 ملايين درهم لإعادة تعشيب وصيانة الملعب وتغيير الحلبة المطاطية لملعب مولاي رشيد من أجل أن يكون البديلَ للمركب الرياضي محمد الخامس في حال إغلاقه، غير أنه لا يؤدي هذا الدور ولا تجرى على أرضه سوى تداريب بعض الفرق والمنتخبات الأجنبية، كمنتخب ليبيا والطوغو. يشار إلى أن مركب محمد الخامس، الذي احتضن ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1983، تم بناؤه في عام 1955، قبل أن يتم تجديده في مناسبتين، الأولى في سنة 1978، ليحتضن نهائي كأس العرش بين الوداد وشباب المحمدية، وفي سنة 2000 ليكون مطابقا لمعايير «فيفا» بعد تقديم المغرب ملف ترشيحه لاحتضان نهائيات كأس العالم. ومن المقرر أن تنطلق عملية إصلاح أخرى، بعد أن أصبح الملعب مرشحا لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للفتيان. وقد تمت مناقشة إمكانية إغلاق مركب محمد الخامس مع وزير الشباب والرياضة خلال مباراة المغرب والطوغو، كي يكون جاهزا لاستقبال مباريات النهائيات بوجه مشرّف، وهو الإغلاق الذي قد يتزامن مع فترة التوقف الشتويّ للبطولة.