قبل بداية الموسم الكروي، ومع دخول فريق الرجاء البيضاوي بقوة سوق الانتقالات وانتدابه لعدد كبير من اللاعبين، وجهت سهام النقد للمدرب امحمد فاخر، وقال كثيرون إن انتدابات فاخر فاقت الحدود، وأنه ليس مقبولا أن يجلب فاخر كل هذا العدد من اللاعبين. وإذا كانت الانتدابات التي قام بها الرجاء قوية، كما وكيفا، إلا أنه يبدو من خلال وقائع المباريات ومجرياتها، أن فاخر كان محقا عندما حدد أهدافه بدقة ومنح لنفسه هامشا كبيرا للاختيار، فمع توالي إصابات اللاعبين والعياء وتوالي المباريات خصوصا أن الفريق يلعب على عدة واجهات، وجد فاخر نفسه في موقع قوي، إذ أن بإمكانه في حالة إصابة لاعب أو لاعبين أن يجد البديل المناسب، دون أن يتأثر السير العام للفريق، وهو ما اتضح في مباراة النادي المكناسي، ففي غياب عدد من اللاعبين الأساسيين وجد فاخر أمامه دكة احتياط مهمة ساعدته على خوض المباراة، وعلى إراحة المصابين وأيضا إراحة اللاعبين الذين يخوضون المباراة بانتظام. إن قوة أي فريق ليس فقط في الأحد عشر لاعبا الذين يخوضون المباراة أساسيين، ولكنها في وجود دكة احتياط قوية، وبدلاء في مستوى الذين يلعبون بشكل رسمي، وبإمكانهم أن يقدموا الإضافة، وأن يستغلوا أية فرصة للانقضاض على مكتنة رسمية مما «يشعل» التنافس الإيجابي بين اللاعبين، ويصب في مصلحة الفريق. وإذا كان الرجاء اليوم يسير بخطى حثيثة، دون أن يعني ذلك أنه وصل القمة، بل إنه مازال ينتظرع عمل كبير وتنافس شرس على عدة واجهات، إلا أن تحضيرات الرجاء وكيف وفر المكتب المسير الجديد جميع ظروف العمل للمدرب فاخر، وجعله يتحمل مسؤوليته كاملة، يجب أن تكون درسا لجميع الفرق، فمن يريد أن يقطف الثمار يجب أن يستعد قبل بداية الموسم، في أجواء جيدة، وأن يمنح للمدرب جميع الصلاحيات، ويتركه هو الذي يحدد لائحة اللاعبين وطاقم مساعديه ومكان التجمعات ونوعية المباريات الودية، لا أن يقوم الرئيس وأعضاء المكتب المسير بكل شيء، ويتحول المدرب إلى أطرش في الزفة، وعندما لا تدور عجلة الفريق تتم إقالته، ويبدأ مسلسل البحث عن مدرب جديد، قد يلقى نفس المصير. عندما لايحدد المدرب لائحة اللاعبين، ولايشرف على التحضيرات القبلية فلا داعي لتحميله مسؤولية النتائج الكارثية، هذا ما يجب أن يدركه المسيرون والجمهور.