في إطار إحياء ريبرطوارالمسرح المغربي من طرف مؤسسة المسرح الوطني محمد الخامس وتكريما لمسار الرائد المسرحي المغربي الراحل عبد الصمد الكنفاوي تقدم فرقة طقوس4، بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس، العرض الأول لمسرحية «بوكتف» في الرابع من الشهر المقبل بالرباط. وتحكي المسرحية التي كتبها الراحل عبدالصمد الكنفاوي، وهو أحد رواد المسرح المغربي، قصة المدني، وهو رجل وصولي وانتهازي من طبقة المستغلين والمفسدين لمغرب ما بعد الاستقلال يستغل علاقاته وثروته للإيقاع بضحاياه. و«بوكتف» ضحية من ضحايا المدني، سقط في فخ الاقتراض من هذا الأخير وعجزه عن الوفاء بدينه الثقيل، مما ترتب عنه حكم جائر يقضي إما بتزويجه ابنته حورية للمدني، أو اشتغالهما خدمين عنده إلى أن يستوفي دينه.حينها يهب جحا المناضل والمنتصر لضحايا الاستقلال والمستغلين، والناطق بلسان حال الشعب، ويستنهض التجار وعموم المواطنين لتجميع مقدار مبلغ الدين ويخلص «بوكتف» وابنته حورية من مكائد المدني. هذا الأخير يعلنها حربا ضد جحا و«بوكتف»، ويقنع الوزير الأول باتخاذ حورية زوجة له ولو بالغصب. في تحول مسرحي، بالتعبير الأرسطي، يستسلم الأب المكلوم لجبروت الوزير وحاشيته، لكن جحا يعده بتخليص ابنته، ويتنكر في شخصية خبير أجنبي كان الوزير الأول قد استدعاه لكي يشتغل لديه كمستشار. يتمكن جحا من تخليص حورية وتهريبها من دار الوزير، وعندما يكتشف الأمر يأمر الوزير بسجن «بوكتف» وإبراهيم، مما يدفع جحا إلى كشف هويته للوزير طالبا منه إطلاق سراحهما. في تلك الأثناء يصدر حكم بوضع جحا داخل كيس ورميه في قاع البحر بسرية تامة. يستطيع جحا إقناع الحراس الذين كلفوا بتنفيذ الحكم بالذهاب والبحث عن ثروته الطائلة التي طمرها في حفرة مجاورة لمقبرة المدينة، وترك واحد منهم لمراقبته. وبعد ذهاب الآخرين يوقع جحا بالحارس ميمون، ويظهر له طمع زملائه، الذين سيستحوذون على الثروة لوحدهم، مما يدفع الحارس إلى اللحاق بزملائه. وقتها يكون المدني الأحدب مارا بجوار مكان تواجد جحا، الذي يقنعه بأن سبب وجوده داخل الكيس هو رغبته في التخلص من دماميله وحدبته لأن في الكيس بركة وهو محروس من طرف مردة يتسبب ضربهم لمن بداخل الكيس في التخلص من كل تشوهاته، وكلما تم استفزازهم وازداد ضربهم تم الشفاء السريع قبل انصرام أجل ذهابهم. يسقط المدني في فخ جحا ويتخذ مكانه بدلا منه داخل الكيس، وينفذ بالحرف ما قيل له . عند عودة الحراس مغتاظين من عدم العثور على الثروة في الحفرة المعلومة، يوسعون المدني ضربا ولكما. هذا الأخير يغالي في سبهم وشتمهم، مما يدفعهم إلى التعجيل برميه في قاع البحر. يصل خبر الحكم الصادر على جحا للأهالي الذين يهبون لنجدته، لكنهم يصلون متأخرين بعدما غرقت الضحية وهي لازالت داخل الكيس، فيخرجونها معتقدين أن الجثمان جثمان جحا، ويتوجهون في جنازة مهيبة إلى المقبرة، فيفاجئهم جحا بالظهور من جديد حيا يرزق ويحكي لهم ما وقع له بعد صدور الحكم الجائر. في تلك الأثناء يصل الوالي وحاشيته للتعبير عن تضامنهم مع الأهالي والانتصار لجحا وللمظلومين فيجد بدوره المفاجأة ويقتص من الفاسدين و المفسدين. الكنفاوي «نساج» كبير «بوكتف» نص أبدعه رائد المسرح المغربي المرحوم عبدالصمد الكنفاوي بحرفية عالية. حبكته نسجت خيوطها من طرف فنان مسرحي، عارف بأسرار الفرجة، ومستويات الكوميديا، وألوان السخرية، ومتمكن من صهر المواضيع والقضايا الاجتماعية والسياسية والقيمية في قوالب رفيعة وسلسة، ترتفع بالإبداع المسرحي إلى أرقى المستويات ولا تتحول إلى بوق دعاية إيديولوجية أو سياسية فجة و مباشرة. مرارة الواقع السياسي بمغرب ما بعد الاستقلال، و خطورة مرحلة الانتقال من الاستعمار إلى الاستقلال، وأثرها على التحولات والتطلعات الاجتماعية لجميع المغاربة وظهور طبقة من الانتهازيين والوصوليين الذين كانت لهم حساباتهم الخاصة والضيقة، والذين كانوا يحاولون تعطيل عجلة الجهاد الأكبر الذي اتخذه المغاربة شعار المرحلة الجديدة. عوالم كان لها تأثير كبير على تفكير ونفسية فنان غيور على مستقبل وطنه، ومناضل ملتزم بقضايا وآمال شعبه. تلك المرارة تسللت إلى ثنايا النص الدرامي «بوكتف»، وامتزجت بسخرية لاذعة ومواقف هزلية جادة ومستويات كوميديا صادمة,تضحك و تحفز، تلهي وتعري المسخ والممسوخين، بطلها شخصية جحا، ضمير الشعب، وقوة المستضعفين والمظلومين، وزعيم الرافضين لكل صور الظلم والاستغلال، والراغبين في بناء وطن العدل و الحرية و المساواة. ورقة تقنية عن «بوكتف» المسرحية: بوكتف إخراج: نور الدين زيوال – سينوغرافيا: يوسف العرقوبي الموسيقى: ناصر الهواري الملابس: إيمان عروب التواصل: عدوي عبد الله – تشخيص: عبد الله ديدان – بنعيسى الجيراري - عبد الكبير الشداتي – محمد الحوضي – عبد القادر بوزيد – نوردين سعدان – مصطفى مزوار –أمين ناسور – نورالدين زيوال. المحافظة العامة: فاطمة أحيون الإنارة: عبد الكريم علوي تقني: نوفل بالغازي مدير الإنتاج: عبد القادر بوزيد مدة العرض: 1h45 اللغة: الدارجة