الرباط المهدي السجاري كشف وزير الخارجية، سعد الدين العثماني، أن نسبة التعيينات الجديدة للسفراء الشباب هي في حدود الثلثين، في «محاولة لاستثمار شبابهم وحيويتهم دون إغفال التجربة والخبرة الطويلة التي راكمها عدد من السفراء الممارسين خدمة للقضايا الحيوية للوطن». وأوضح العثماني، ردا على انتقادات مجموعة من النواب بخصوص «إقصاء» الشباب من العمل كسفراء في الخارج، خلال مناقشة ميزانية وزارة الخارجية مساء أول أمس بمجلس النواب، أن السفراء المغاربة لا يعينون موضوعيا في هذه المناصب إلا بعد سنوات من العمل داخل الوزارة وهم في الخمسينات من العمر، بينما سن تقاعدهم في المغرب هو ستين سنة». وأضاف أن «هذا التقاعد يأتي بعد سنوات خبرة فعلية يكتسبونها في الدول المعتمدين فيها، وهو ما يطرح إشكالا جديدا يتمثل في إعادة تعيين سفراء جدد يحتاجون سنوات أخرى من التكوين ومن توسيع شبكة علاقاتهم في نفس الدول». وجاء رد العثماني بعدما انتقد نور الدين مضيان، النائب البرلماني عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، بلغة شديدة اللهجة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون في طريقة تعيين السفراء المغاربة بالخارج. واعتبر مضيان أن التغيير الذي حصل في المغرب يجب أن يحصل في طريقة تعيين السفراء، ويجب أن يكون السفير سياسيا وأن يكون له تشبع سياسي وليس فقط مؤهلات تقنية وإدارية. وأكد مضيان أنه يجب تقييم كيفية تعيين السفراء، «لأن السفير ليس هو الذي يحضر المهرجانات أو الأعياد الوطنية، بل يجب عليه أن ينفتح على جميع الشرائح والأجيال الجديدة، ويتواصل مع الجالية». واعتبر رئيس الفريق الاستقلالي أن السفراء عبارة عن موظفين هدفهم محدد، وأن هناك من يعين بمناسبة عيد ميلاده، وبالتالي يجب أن تتوفر في السفير كفاءات معينة، وأن يكون ناطقا باسم الدولة والحكومة المغربية التي يمثلها. وسجل أن هذه الوضعية يجب أن تتغير وأن تتوفر الوزارة على رؤية محددة في هذا المجال، وأن يواكب السفراء التغييرات التي يعرفها البلد. في السياق ذاته سجل مضيان أن الجيلين الثاني والثالث لا يتواصلان لأنه عندما يذهب أبناء الجالية المغربية إلى السفارة لا يجدون من يستقبلهم، ويجدون أنفسهم في السفارة المغربية في هولندا مثلا مجبرين على التحدث بالعربية في الوقت الذي يتحدثون فيه إما الريفية أو لغة بلد الإقامة، مقترحا التفكير في تعيين سفراء من أصول ريفية في هولندا وألمانيا وبلجيكا. وأضاف مضيان أن «بعض السفارات يهدر فيها المال العام فقط، وليس لها أي مردود، ولا نتوفر فيها على أي تبادل اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي، وبالتالي وجب معرفة مردودية فتح بعض السفارات». من جهته، طالب عبد اللطيف وهبي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، ب»فتح المجال أمام الجيل الجديد لأن دور الجيل القديم انتهى، إذ لا يمكن قبول سفير يبلغ من العمر 60 أو 65 سنة، لأن العالم يتغير ويجب فتح المجال أمام جيل يفهم الظروف والمتغيرات التي يعرفها العالم والتحولات الديمقراطية والربيع الديمقراطي».