وصفت وزارة الصحة المغربية تراجع الرضاعة الطبيعية في المغرب ب«المقلقة»، حيث انخفضت من 51 في المائة سنة 1992 إلى 27.8 في المائة فقط سنة 2011، في حين أن 26.8 في المائة فقط من النساء يمارسن الرضاعة الطبيعية في وقت مبكر خلال النصف ساعة الأولى من الولادة، وذلك وفقا لمسح وطني للسكان والصحة الأسرية. ودعت الوزارة، خلال عملية إعطاء انطلاق الحملة الثالثة من الأسبوع الوطني لتشجيع الرضاعة الطبيعية، الذي انطلق الاثنين الماضي وسيستمر إلى الأحد المقبل، (دعت) إلى الاهتمام بهذه العادة والحفاظ عليها نظرا لأهميتها القصوى في السلامة الصحية للرضيع والأم أيضا. وتنظم الحملة تحت شعار «الرضاعة الطبيعية المبكرة: خطوة أساسية لنجاح الرضاعة الطبيعية». وأكد الدكتور يوسوفي محمد، أخصائي في طب الأطفال، أن الرضاعة جد مهمة للأم والطفل معا، علما أنها عملية فيزيولوجية ملتصقة بالحمل الذي هو أيضا طبيعي ولا «يجب الفصل بينهما» فهما مرحلتان متكاملتان، فضلا عن أن هذه العملية تقلل من إمكانية إصابة الأم نفسها بسرطان الثدي، كما أن الرضاعة التي تتم بعد 10 إلى 15 دقيقة من الوضع هي جد مهمة، يضيف المصدر نفسه، بالإضافة إلى العلاقة العاطفية التي تجمع الأم بطفلها من خلال هذه العملية. فالرضاعة، يضيف يوسوفي، تقي الطفل من عدة أمراض، فالرضاعة المبكرة مثلا التي يكون فيها حليب الأم عبارة عن «لبأ» أي إفرازات حليبية صفراء تكون مهمة إلى حد كبير، يقول المصدر نفسه، لأنها مهمة للجهاز المناعي للطفل وهي تقلل من الأمراض التنفسية ومن مشاكل وأمراض أخرى، كما أنه يتوفر على مضادات للدفاع عن هجمات بعض الفيروسات. وتهدف هذه المبادرة إلى تشجيع ممارسة الرضاعة الطبيعية وتوعية الأمهات بصفة خاصة بأهمية الرضاعة الطبيعية في وقت مبكر خلال النصف ساعة الأولى من الولادة. ومن المنتظر أن تنظم وزارة الصحة العديد من الأنشطة الجهوية الخاصة بالتوعية والتحسيس لتأكيد أهمية وفوائد الرضاعة الطبيعية على صحة الطفل والأم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة تندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية للتغذية للفترة 2011-2019، التي أعدتها وزارة الصحة بالتعاون مع مختلف الشركاء العاملين في إطار الاستراتيجية الوطنية للتغذية.