أدى خروج المئات من الطلبة الصحراويين، ينتمي أغلبهم إلى الفصيل الذي يطلق على نفسه الفصيل «الجبْهاوي»، في مسيرة احتجاجية قرب الحي الجامعي لمراكش، رافعين أعلام «جبهة البوليساريو»، إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وأوضحت مصادر عاينت الحادث أن حوالي 200 طالب ينتمون إلى «خط الجبهة» تظاهروا في حدود السابعة من مساء أول أمس الثلاثاء وسط حيّ البديع، بعدما خرجوا في مسيرة انطلقت من الحي الجامعي، احتجاجا على عدم إطلاق سراح الطالب الصحراوي «خالد ز.»، الذي تم اعتقاله يوم الاثنين الماضي في مراكش، «بسبب مواقفه الانفصالية»، بينما تفيد المعلومات التي حصلت عليها «المساء» أن الطالب الصحراوي المنحدر مدينة العيون والذي يدرس في كلية الحقوق قام بالاعتداء على أحد المواطنين باستعمال سيف في منطقة «الوحدة الرابعة» في حي الدوديات، مما أدى على إصابته بجروح خطيرة نقل إثرها إلى المستشفى في حالة حرجة. واستنادا إلى مصادر عليمة، فإن الطلبة بعد أن جالوا وسط «حي البديع»، في مسيرة عرفت الاعتداء على بعض المواطنين من المارة من قبل بعض الصحراويين، قامت المصالح الأمنية بتفريقهم، خصوصا بعد أن تحوّلت المسيرة من تظاهرة مطالِبة بإطلاق سراح الطالب المعتقل إلى مسيرة مناهضة لمغربية الصحراء، رُفعت خلالها شعارات انفصالية وأعلام ما يسمى جبهة «البوليساريو».. وقد عمدت قوات الأمن إلى تفريق المتظاهرين، الذين هرعوا صوب الحي الجامعيّ للاحتماء هناك، حيث قاموا بإغلاق الباب الرئيسيّ للحي وشرعوا في رمي سيارات الأمن والعناصر التي كانت تطوّق المكان بالحجارة. وبعد أن أشعل الطلبة الصحراويون فتيل المواجهات، شرع عدد كبير من الطلبة في مغادرة الحي تحسبا لأي تدخل أمنيّ، وهو الأمر الذي تم بطريقة مروّعة، حيث بدأت الطالبات في الخروج من النوافذ الزجاجية والأبواب الحديدة، ما أدى إلى إصابة بعضهنّ بجروح متوسطة، بينما استطاع بعض الطلبة حمل أغراضهم ومغادرة الحي، ليبيتوا ليلتهم خارج المكان «الملتهب». وفي تلك الثناء انتظم العشرات من الطلبة المنتمين إلى الفصيل القاعدي، ذي التوجه اليساري الراديكاليّ، في حلَقية حمّلوا خلالها الطلبة الصحراويين مسؤولية «أفعالهم غير المسؤولة»، مؤكدين أن من يريد «الانخراط في قضايا سياسية ما عليه سوى الابتعاد عن الطلبة وعن الحي الجامعي»، حسب ما نقله طالب جامعيّ حضر الحلقية المذكورة. وقد عاد الهدوء إلى جنبات الحي الجامعي في مراكش صباح أمس الأربعاء، بعد أن ولج عدد من الطلبة قاعات الدراسة وانسحب العدد الكبير من سيارات الأمن التي كانت مرابضة في محيط الحيّ الجامعي.