في قراءة تحليلية مقارنة بين قصة «القتلة» للروائي الأمريكي أرنست هيمنجواي والفيلم الروسي المأخوذ عنها للمخرج الروسي أندريه تاركوفسكي تخلص الباحثة المصرية أمل الجمل إلى أن تاركوفسكي -بفيلمه الذي أخرجه في الرابعة والعشرين بالاشتراك- مبدع استثنائي في تمرده. وتقول في كتابها «القتلة بين هيمنجواي وتاركوفسكي» إن تاركوفسكي (1932-1986) وهو «يهدم ليخلق نهضة جديدة» في مجال الإخراج السينمائي لم يكن يبالي بالسلطة «وعلى طريقته الأخلاقية الروحية قدم أعمالا محرضة وأفكارا حقيقية ثائرة... أقرب إلى تصوف الزهاد». وكان تاركوفسكي مقلا، إذ أخرج تسعة أفلام، هي فيلمان قصيران وسبعة أفلام طويلة.كما أخرج «هاملت» على المسرح في موسكو 1979 ورحل إلى أوروبا في العام نفسه وأخرج فيلمين، هما الإيطالي «حنين» 1983 والسويدي «القربان» 1986، وأخرج أوبرا «بوريس جودونوف» على المسرح الكبير في لندن 1983. أما كتاب «القتلة بين هيمنجواي وتاركوفسكي» الذي يقع في 176 صفحة متوسطة القطع فأصدرته في الآونة الأخيرة «دائرة الثقافة والإعلام» بالشارقة ويضم نص قصة «القتلة» ونص سيناريو الفيلم بترجمة مؤلفة الكتاب أمل الجمل. وتسجل المؤلفة أن «القتلة» نشرت عام 1927، وهي أولى قصص هيمنجواي (1899-1961) الناضجة «بعد بداية غير موفقة في كتابة القصة القصيرة. مقابلها حصل على أجر قيمته 200 دولار» وتتناول جوانب من العنف في المجتمع الأمريكي في سياق عدمي يشير إلى لا عقلانية مصائر البشر واستسلامهم لهذه المصائر. وتحولت القصة إلى فيلمين سينمائيين، أولهما عام 1946 للمخرج روبرت سيودماك، والثاني عام 1964 للمخرج دون سيجيل.