وجه فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب نداء إلى عقيلات ملوك وأمراء ورؤساء دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل الانخراط في الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة. واختار فرع «أمنستي» بالمغرب إطلاق هذا التحرك الخاص على شبكة الأنترنيت تزامنا مع الذكرى ال60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، داعيا عقيلات ملوك وأمراء ورؤساء بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى التدخل من خلال صفاتهن الاعتبارية والرمزية داخل مجتمعاتهن، والانضمام إلى حملة منظمة العفو الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي انطلقت منذ سنة 2004. ودعا فرع «أمنستي» السيدات الأوليات إلى «بذل جهودهن من خلال مواقعهن الوازنة لدى حكومات بلدانهن من أجل التصديق على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والبرتوكول الاختياري الملحق بها، والعمل على تنفيذهما في حالة المصادقة عليهما دون تحفظات. كما دعا نداء الفرع إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمراجعة التشريعات الوطنية ذات الصلة بحقوق المرأة، ودعم التربية على حقوق المرأة الإنسانية، فضلا عن حماية الناشطين الفاعلين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، إناثا كانوا أم ذكورا. وسيتولى فرع «أمنستي»، صاحب مبادرة النداء، جمع التوقيعات، التي ستظل مفتوحة، وإرسالها إلى عقيلات الملوك والرؤساء، بالموازاة مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، والذي يتزامن مع يوم ثامن مارس من كل سنة. إلى ذلك، قال محمد السكتاوي، المدير العام لفرع منظمة العفو الدولية بالمغرب، إن هذا النداء يمكن أن يسوغ شكلا جديدا من أشكال النضال والتمكين للمطالبة الوازنة بأن تصبح جميع الحقوق الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حقيقة واقعة لجميع البشر. وأشار السكتاوي إلى أن تخليد الذكرى ال60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان «ليس لحظة للاحتفال وتهنئة النفس فقط». وأضاف المتحدث ذاته، خلال الندوة الصحفية التي نظمها فرع أمنسي، صباح أمس الأربعاء بالرباط، أن «فضيحة العنف ضد المرأة لاتزال تلقي بظلالها على المشهد الحقوقي في نقاط مختلفة من العالم». وأكد أن «مخلفات العنف الممارس على النساء تفوق بكثير ما تتسبب فيه النزاعات المسلحة، التي تتصدر يوميا واجهات الجرائد». وأشار شريط بثه فرع المنظمة خلال الندوة ذاتها، إلى أن امرأة من بين كل ثلاث نساء في العالم تتعرض للضرب لإرغامها على ممارسة الجنس. كما أن 250 ألف امرأة قتلن في مصر أوائل سنة 2007 على أيدي أزواجهن أو أحد أفراد أسرهن. وتسجل في مصر أيضا حالتا اغتصاب على رأس كل ساعة. أما في المغرب، فالأرقام الرسمية المتوفرة تشير إلى أن 82 في المائة من حالات العنف الممارس على المرأة تتم داخل محيط الأسرة. وحسب «أمنستي»، فإنه في مختلف أنحاء العالم تتعرض النساء والفتيات للضرب والاغتصاب والتشويه والقتل في العائلة والمجتمع، في أوقات الحرب كما في أوقات السلم، وغالبا ما يفلت الجناة من العقاب، كما يتعرض عدد لا يحصى من النساء لإساءة المعاملة الجسدية والجنسية والمعنوية سواء على أيدي الأقرباء الحميمين أو الغرباء، وفي غالب الأحيان تعجز السلطات في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أو تتقاعس عن منع وقوع أفعال العنف والمعاقبة عليها، يؤكد تقرير أمنستي.