عبد الرحيم ندير في تصعيد خطير للتوتر بين المغرب والجزائر، اتهمت وسائل إعلام جزائرية المغرب وفرنسا بالتخطيط لتنفيذ عمليات انتحارية داخل التراب الجزائري من خلال تجنيد عناصر إرهابية تعمل لصالح أمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار. وقالت جريدة «النهار الجديد» الجزائرية إن سفيري المغرب وفرنسا في مالي أبرما اتفاقا مع مختار بلمختار من أجل تنفيذ مخططات إجرامية وتخريبية في الجزائر، خاصة في الجنوب، مقابل دعم الرباط وباريس لجماعته بكل ما تحتاجه، ماديا ومعنويا؛ مضيفة أن رسول بلمختار تلقى مؤخرا دعوة من مسؤولين في الرباط لمناقشة القضية، إلا أنه رفض وقرر التفاوض من خلال السفارة. وأضافت الجريدة أن الحركة، التي تعمل لصالح كتيبة الملثمين التي يتزعمها مختار بلمختار، «تعمل حاليا على الإعداد لتنفيذ مخططات تخريبية تستهدف من خلالها المؤسسات البترولية وأنابيب الغاز، وذلك عقب الاقتراح الذي قدمه السفير المغربي والفرنسي للحركة، من أجل تزويدها بالأسلحة والعتاد ودعم قضيتها». وقال عبد الرحمان المكاوي، الخبير في الدراسات العسكرية والاستراتيجية ل«المساء»، إن هذه الاتهامات ليست سوى خطة ممنهجة تندرج في إطار العملية الأمنية «فاكوسيطوز» التي بدأتها الجزائر، منذ يومين تقريبا؛ مشيرا إلى أن مختار بلمختار يعتبر رجلا للمخابرات الجزائرية، وهو خليفة عبد الرزاق البارا، الذي يعيش حاليا في الجزائر. وأكد المكاوي أن كتيبة الملثمين أو جماعة التوحيد والجهاد كلها مخترقة من طرف أجهزة المخابرات الجزائرية، التي تحاول تحريكها لدعم العملية الأمنية. واعتبر الخبير العسكري المغربي أن أهم المؤشرات على انطلاق الحملة الجزائرية هو الحرب التي بدأت أول أمس السبت بين حركة تحرير الأزواد وجماعة التوحيد والجهاد، والتي مازالت مستمرة إلى الآن. وأشار خبير الدراسات العسكرية والاستراتيجية المغربي إلى أنه سبق للمدير السابق لأكاديمية «شارشال»، أن اتهم الرباط بمساندة جماعة التوحيد والجهاد؛ موضحا أن الغريب في الأمر هو أن الجميع يعلم بأن قيادة هذه الجماعة موريتانية ومالية، والناطق الرسمي باسمها هو أبو الوليد الصحراوي الذي استقطبته مخابرات البوليساريو، لينضم بعد ذلك إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وبالتالي فهو صنيعة الجزائر ولا يمكن اتهام المغرب بالوقوف وراءه.