وكالات رفض الرئيس الامريكي باراك اوباما أول أمس الأربعاء أن يعترف بالمعارضة السورية الموحدة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري أو حتى حكومة مؤقتة في المنفى بانتظار الاطاحة المحتملة بالنظام في دمشق. وكانت الولاياتالمتحدة دفعت في الأسابيع الماضية المعارضة السورية إلى توسيع صفوفها والاتحاد لتشمل بالإضافة الى المجلس الوطني السوري في المنفى المجموعات المقاتلة في سوريا. ورحبت واشنطن بولادة «الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة» الدي احتضنته الدوحة مؤخرا. وفي أول مؤتمر صحافي له منذ إعادة انتخابه رئيسا لولاية ثانية رحب أوباما ب«تشكيل المعارضة لمجموعة ... متنوعة وتمثيلية». إلا أنه حذر من أن الولاياتالمتحدة «ليست مستعدة بعد للاعتراف بها كحكومة في المنفى». وبهذا الخصوص قال أوباما: «نحن نعتبر المعارضة ممثلة شرعية لتطلعات الشعب السوري»، مشددا بذلك على الفارق مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أعلن أن فرنسا تعترف بالائتلاف السوري الوطني بصفته «الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي كحكومة مؤقتة مستقبلية لسوريا الديموقراطية». ومنذ أشهر تحث الدول الغربية والعربية التي تأمل بالإطاحة بنظام بشار الاسد المعارضة السورية على الاتحاد، وتشكيل أطر حكومة انتقالية تمثيلية لكل الطوائف والحساسيات والمناطق في سوريا. كما أن هولاند تحدث عن إمكانية أن يقوم الغرب بتسليم أسلحة إلى المقاتلين السوريين المعارضين. في حين أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده ستطلب من الاتحاد الاوروبي رفع الحظر على إرسال «أسلحة دفاعية» الى سوريا، وذلك بهدف التمكن من إرسال أسلحة من هذا النوع الى مقاتلي المعارضة. مضيفا «في الوقت الحاضر هناك حظر، وبالتالي ليس هناك أي سلاح يتم تسليمه من الجانب الاوروبي. المسألة قد تطرح وستطرح على الارجح في ما يتعلق بالأسحلة الدفاعية، وهذا الأمر لا يمكننا القيام به إلا بالتنسيق مع الاوروبيين. المسألة ستطرح لأن الائتلاف السوري المعارض) طلب هذا منا». وتابع إن «موقف فرنسا يقوم على عدم تسليح النزاع، لكنه من غير المقبول طبعا أن تكون هناك مناطق محررة، وأن تتعرض لغارات جوية من مقاتلات بشار الأسد», مشددا على أن «مسألة التسليح ستطرح»، دون تحديد موعد واضح. لكنه قال ان الامر سيكون قريبا. ومن هنا فان الموقف الامريكي واضح تماما وثابت ولم يتغير أبدا منذ أشهر، حيث يقوم على الرفض التام لتزويد المعارضة بالأسلحة حتى لا تقع بين أيدي متطرفين، وعلى تكثيف المساعدات الانسانية و»غير القتالية» مثل أجهزة الاتصالات والتدريبات وغيرها. وبهذا الخصوص قال أوباما: «نحن نحترس وخصوصا عندما نبدأ بالحديث عن تسليح مسؤولي المعارضة لكي لا نضع أسلحة بين أيدي اناس قد يسيئون إلى الامريكيين أو الإسرائيليين». وأثار اوباما مجددا مخاوف الغرب إزاء وجود مقاتلين اسلاميين متطرفين مرتبطين بتنظيم القاعدة بين المعارضة، ودلك عندما أكد أن أجهزة استخباراته «رأت عناصر متطرفين يتسللون بين صفوف المعارضة».