تجمهر العشرات من المواطنين، مساء يوم أول أمس الأربعاء، بالقرب من نادي الفريق الرياضي الفاسي بطريق صفرو بمدينة فاس لمتابعة أطوار نزاع «غير عادي» بين ضابط أمن كان على متن سيارة للشرطة، وسائق شاحنة تابعة لإحدى المقاولات التي تشتغل في ورش غير بعيد. وقالت المصادر إن المواطنين الذين تجمهروا في «عين المكان» عاينوا الضابط وهو يهرول نحو السيارة ليلتقط منها «قنينة غاز مسيل للدموع»، قبل أن يعمد إلى «رش» سائق الشاحنة الذي دخل معه في خلاف بسبب «اختناق حركة السير» و«أسبقية المرور». وذكرت المصادر بأن المسؤولين الأمنيين بالمدينة عمدوا إلى الاستماع إلى أقوال الطرفين في الدائرة الأمنية سيدي ابراهيم. واستمر أخذ تصريحات بعض الشهود إلى وقت متأخر من ليلة الأربعاء/الخميس. وأشارت المصادر إلى أن «قنينة الغاز المسيل للدموع» اختفت بعد الحادث مباشرة عن الأنظار، ورجحت أن يكون أشخاص على علاقة بالشرطي قد تدخلوا لإخفاء «آلة الجريمة». وقالت مصادر أمنية ل«المساء» إن عناصر الهيئات الحضرية للأمن تدخلت لفض الاشتباك، واستقدمت الطرفين ومعهم الشهود إلى دائرة «ليراك»، واستمعت إليهم في محاضر قانونية. ونفت أن يكون ضابط الأمن الذي يعمل في المجموعة الثالثة للفرق المتنقلة للتدخل السريع على متن سيارة تابعة للشرطة، موردة أنه كان على متن سيارة خاصة من نوع باليو. وتعيش مدينة فاس على إيقاع اختناق في حركة السير والجولان في جل الطرقات والشوارع. وتبلغ حالات الاختناق وضعا لا يطاق في أوقات الذروة، ما يؤدي إلى حالات «نرفزة» و«زعيق» لا ينتهي للسيارات. وقالت المصادر إن بعض المسؤولين والعاملين في مصالح تابعة للدولة، من الذين يستخدمون سيارات عمومية يعتبرون أنفسهم في بعض الحالات فوق القانون، ويرغبون في أن يفسح لهم الجميع المجال للمرور. وغالبا ما يتسبب تمسك بعض المواطنين بحقهم في المرور في مشادات كلامية، ووابل من السب والقذف والشتم.