اختتمت، أول أمس الأحد، فعاليات المهرجان الثاني للفروسية، الذي احتضنته واحة سيدي يحيى بوجدة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، تحت شعار «من جيل الجيل، ركوب الخيل»، بمشاركة أكثر من 40 فرقة للفروسية إضافة إلى عشرات الفرق الفلكلورية المحلية أدت رقصات وأغاني شعبية وبدوية داخل عشرات الخيام الضخمة التي تم نصبها بالمناسبة واستقطبت آلاف الزوار، على مدى ثلاثة أيام، من وجدة ومن مختلف قبائل المنطقة. وأوضح خالد الصالحي، أمين المال بجمعية رحاب للثقافة والتنمية الاجتماعية، أن الفرق المشاركة هي من عمالة وجدة انجاد ممثلة لقبائل أهل انجاد وبني ادرار وعين صفا والبصارة وبني وكيل ولمهاية وبني حمليل. وأكد على أن الجمعية تهدف من تنظيم المهرجان إلى البحث عن بديل للمهرجانات المعتادة التي تبتعد عن الموروث الثقافي للمنطقة. واعتبر المنظمون المهرجان فرصة تاريخية بالنسبة لكافة السلطات والفاعلين المتدخلين في الشأن التنموي بصفة عامة، وفي شأن الفرس بصفة خاصة، للتفكير جديا في إعادة الاعتبار لقطاع الفروسية ومنحه المكانة اللائقة به من خلال توسيع وتشجيع تربية الفرس الأصيل بالمنطقة، وإدماج الفرس في النسيج الاقتصادي للجهة الشرقية، وإحياء التراث الفني والحضاري المرتبط بالخيل وتشجيع الفروسية الاستعراضية والرياضية وتشجيع المنتوج المرتبط بالفرس والفروسية. من جهة أخرى، منح المهرجان المهتمين بالفرس فرصة التعريف بقطاع الفرس البربري الأصيل بالجهة الشرقية، وعرض عتاد الفرس والفارس والوقوف عند الخصوصيات الجهوية، وفسحة للتعريف بالفروسية الاستعراضية، وفضاء لترجمة الطموحات الجهوية في مجال إدماج الفرس والفروسية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للجهة وملتقى للتفكير الجماعي وتبادل الخبرات في مجال تجاوز الإكراهات والصعوبات التي يواجهها هذا القطاع. وهيأ منظمو مهرجان الفروسية الاستعراضية ثلاثة فضاءات للزوار متكاملة، بواحة سيدي يحيى، كلّ منها يتناول محورا أساسيا ذي صلة وثيقة بالفرس، الأول يتعلق ب»التراث الشعبي الأصيل- التبوريدة، الفلكلور والقصيدة، والثاني خصص للحفاظ على الذاكرة الأثرية عبر اللقاءات والندوات، والثالث يهتم بالبعد الحضاري والإيحاءات الثقافية والفنية عبر منتوجات الصناعة التقليدية ولوحات فنية مختلفة وصور فوتوغرافية وأفلام وثائقية.