لم تكن نهاية مباراة رجاء بني ملال وضيفه الجيش الملكي سعيدة كبدايتها، فقد أعلنت الجماهير التي كرمت المدرب رشيد الطوسي في أجواء احتفالية عن غضبها الكبير من الأداء التحكيمي لبوشعيب لحرش الذي قاد أطوار المباراة. ولم تكف فقط بالهتافات التي واجهت بها حكم المباراة بعد القرارات التي اعتبرها المتتبعون للمباراة قرارات مجانبة للصواب، بل امتدت لتتطور إلى أعمال عنف شهدتها الساحات المحاذية للملعب من الجماهير الغاضبة والتي استهدفت سيارات خاصة للمواطنين وتكسير واجهاتها الزجاجية. ولم يؤثر خبر اعتقال 16 من أنصار الجيش الملكي بآيت عتاب بأزيلال على أجواء الاحتفال وتكريم رشيد الطوسي الذي تلقى هدايا وورود وزعها على الجمهور الحاضر وسط التصفيات الحارة، كما قدمت الجمعيات هدايا لحسن فاضل ابن رجاء بني ملال الذي يقود الفريق خلفا لعبد الرزاق خيري الموجود بالديار المقدسة لأداء مناسك الحج. وعرفت المباراة احتجاجات كبيرة من جمهور ومكونات رجاء بني ملال بعد قرارات الحكم بوشعيب لحرش، إذ طالب الملاليون بضربة جزاء في الدقيقة 30 بعد اصطدام الكرة بيد أحد مدافعي الجيش الملكي، قبل أن تنفجر المدرجات بالاحتجاج والصفير بعد دقيقتين إثر إسقاط ادريس السويط من طرف حارس الجيش الملكي علي لكروني. وعرف الشوط الأول من المباراة سيطرة نسبية لفريق رجاء بني ملال الذي وصل لمرمى العسكريين في مناسبات عديدة كانت أخطرها في الدقيقة الأولى بواسطة جواد عزيز وفي الدقيقة 5 بعد توغل زهير نعيم قبل أن يرد العسكريون بواسطة صلاح عقال في الدقيقة13. وتبادل الفريقان الهجمات مع تفوق لفريق رجاء بني ملال قبل أن يعلن الحكم عن نهاية الشوط الأول بنتيجة البياض. ومع بداية الشوط الثاني ضغط فريق الجيش وصنع أخطر فرصه بواسطة عقال في الدقيقة 54 وبعدها انفراد يوسف قديوي، وفي الدقيقة69 وأثناء التحام بلخضر وبلعربي خرجت الكرة للشرط ولم ينتبه لها الحكم ليواصل بلخضر تقدمه نحو مرمى رجاء بني ملال، قبل أن يتم إسقاطه في مربع العمليات ليعلن الحكم عن ضربة جزاء نفذها قديوي في مناسبتين معلنا عن الهدف الوحيد في المباراة. وعبر رشيد الطوسي عقب نهاية المباراة عن سعادته بتحقيق الفوز مؤكدا أن الفوز كان صعبا على فريق قوي لم يحالفه الحظ بعد، وقال الطوسي إنه استغل معرفته بانهيار رجاء بني ملال في الجولة الثانية في كل مبارياته، وهو ما حاول الاستفادة منه وتحقيق الفوز. وأضاف الطوسي أن معالم الفرق القوية بدأت تتضح من الآن في عزمها على المنافسة على لقب البطولة. من جانبه هنأ حسن فاضل مدرب رجاء بني ملال لاعبيه على تقديمهم مباراة كبيرة في مواجهة فريق كبير هو الجيش الملكي. وقال فاضل إن فريقه يلعب كرة جميلة ولا يركن للدفاع، وطلب فاضل مهلة من الجمهور وصبرا على الفريق كما طلب من التحكيم مساعدة الفريق بمنحه ما يستحق، واستغرب فاضل كيف أن الحكم حرم رجاء بني ملال من ضربتي جزاء واضحتين وتساءل عن حضور الجيش الملكي في الشوط الأول تأكيدا على سيطرة فريقه على أجواء المباراة.