أحمد بوستة أدت الفيضانات الكثيرة التي تهاطلت على الدارالبيضاء في الأيام الأخيرة إلى وقوع فيضانات كثيرة في مجموعة من المناطق، ويتعلق الأمر بكل من درب الفقراء ودرب ميلان بعمالة مقاطعة الفداء ودرب الخير بمقاطعة عين الشق، ودرب المعيزي وشارع محمد الخامس بمقاطعة الفداء، إضافة إلى الكثير من الأحياء الأخرى من بينها مراكز إيواء سكان المدينة القديمة، وتسببت هذه الفيضانات في شل حركة السير والجولان ووقوع بعض الخسائر بالنسبة إلى المواطنين، كما أنها أعادت إلى الأذهان سيناريو فيضانات 2010. وقال عبد الغني المرحاني «إن الفيضانات التي اجتاحت الدارالبيضاء تكشف بالملموس أن شركة «ليدك» التي تتكلف بأمور التدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل لم تقم بأي مجهود من أجل منع وقوع مثل هذه الفيضانات»، وأضاف أنه لو كانت نسبة الأمطار كثيرة جدا لوقعت كارثة في المدينة. ولم تتوقف انتقادات عبد الغني المرحاني عند هذا الحد، بل انتقد بشكل كبير مجلس المدينة، مؤكدا أنه انشغل بشكل كبير في القضايا المتعلقة بالتدبير المفوض للنقل والنظافة، في حين أنه تناسى بشكل كبير القضية الأولى في الدارالبيضاء والمتعلقة بأداء شركة ليدك، وقال «لقد كان من المفروض مراجعة العقد مع هذه الشركة وفتح نقاش حول أدائها ودفعها إلى بذل مجهود كبير من أجل تفادي وقوع هذه الفيضانات التي كشفت بالملموس أن هناك ضعفا كبيرا في البنية التحتية على مستوى المدينة». بدوره انتقد المستشار، مصطفى رهين، شركة «ليدك» والعمدة محمد ساجد، مؤكدا أنه بعد الفيضانات التي اجتاحت المدينة في نونبر 2010 وعدت إدارة ليدك والعمدة ساجد بضرورة القيام بمجموعة من الاستثمارات والمرتبطة بشكل أساسي بتوسيع قنوات الصرف الصحي لكي تكون قادرة على استيعاب أكبر كمية من الأمطار، لكن ذلك لم يتحقق، وقال «بعد مرور حوالي سنتين على فيضانات الخطيرة التي اجتاحت المدينة لم يتم إنجاز أي شي لتفادي تكرار سيناريو 2010، حيث لحد الساعة لم يتم توسيع مجرى وادي بوسكورة، إضافة إلى أن قنوات الصرف ما تزال على حالها. وحمل مصطفى رهين المسؤولية بشكل كبير إلى مستشاري المجلس، قائلا «إن ما يقع يمثل استهتارا بالمواطنين وإن المسؤولية ملقاة بشكل كبير على أعضاء المجلس، الذين لا يحاسبون العمدة والشركة على المشاكل الناجمة عن هذه الفيضانات». من جهة أخرى أكد بلاغ لشركة «ليدك» توصلت «المساء» بنسخة منه أن كمية الأمطار التي تهاطلت على الدارالبيضاء بلغت حدتها ما بين الساعة التاسعة ليلا والحادية عشرة من يوم الثلاثاء المنصرم، وأضاف البلاغ أن حدة هذه التساقطات تسببت في تدفقات وتجمعات المياه في الشارع العام، وأن مصالح الشركة تدخلت للقيام بعمليات ضخ المياه وإعادة الأمورإلى حالتها الطبيعية، وأوضح البلاغ نفسه «أن التساقطات المطرية في درب الفقراء أدت إلى انهيار الطريق فوق قناة المياه العادمة قطرها 400، الشيء الذي أدى إلى عودة المياه إلى قاطني الحي» وقال البلاغ ذاته «لقد تدخلت مصالح الشركة بحضور السلطة المحلية والوقاية المدنية لتجديد مقطع طوله 80 مترا، وقمنا بتعبئة جميع الفرق للتدخل في النقاط الحساسة، حيث تمت الاستعانة بأكثر من 280 عونا و9 شاحنات للتطهير من ضمنها شاحنة ذات قدرة على امتصاص 15 طنا، و14 شاحنة صغيرة، ومضخة ذات قدرة على صبيب قوي يبلغ 1200 متر مكعب في الساعة، وسبع مضخات بقدرة 340 مترا مكعبا في الساعة، و104 سيارات وشاحنة مجهزة».