أحمد بوستة امتلأت مذكرة والي الدارالبيضاء، محمد بوسعيد، بملاحظات أعضاء مجلس العمالة حول المشاكل الكثيرة التي تعانيها المدينة، والمرتبطة بشكل أساسيّ بالصحة والسكن والأمن والتعليم وانتشار ظاهرة مقاهي القمار. وقال عبد المالك لكحيل، عضو مجلس العمالة، موجها كلامه للوالي «إننا نطالب بضرورة حضور والي الأمن من أجل مناقشة المشاكل المتعلقة بالأمن في المدينة»، وأضاف أن «هناك الكثير من المشاكل في العاصمة الاقتصادية، التي تستدعي تدخلا عاجلا، كالقضية المرتبطة ببعض المخالفات في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية». وشنّ أعضاء مجلس عمالة الدارالبيضاء، في بداية الجلسة، هجوما قويّا على الوالي، بسبب عدم حضوره في بداية الجلسة، مؤكدين أنه سبق لهم أن طالبوا بلقاء الوالي، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، وقال محمد المعايط: «إذا لم نتمكن من لقاء الوالي لمناقشة القضايا الكثيرة التي تعانيها المدينة فلا يسعنا سوى أن نتوجه إلى جهات أخرى، كوسائل الإعلام أو الجهات العليا»، وأضاف أن «منتخبي مجلس العمالة يريدون أن يتعرفوا عن قرب على وجهة نظر الوالي في القضايا المطروحة في المدينة، لاسيما تلك المتعلقة بالنقل والأمن والمدينة القديمة، بصفته المسؤولَ الأول في هذه المدينة». وذهب المستشار حسن لقفيش في التوجه ذاته، مشددا على ضرورة فتح الوالي أبوابَه في وجه المنتخبين دون أن يبقى مكتفيا على اللقاء المباشر مع العمدة محمد ساجد ورئيس الجهة، شفيق بنكيران، وانتقد حسن لقفيش بشدة غيابَ االنائب الأول والثاني لرئيس مجلس العمالة. وحاول الوالي محمد بوسعيد التخفيفَ من حدة غضب المنتخبين، مؤكدا بعد دخوله إلى القاعة أنه لم يتلقَّ أي طلب رسميّ لاستقبال أعضاء مجلس العمالة، وقال «إذا كنت أحرص على استقبال المواطنين العاديين، فما بالك بمنتخبي المجلس»، وأضاف أن أبوابه مفتوحة في أي لحظة أمام الجميع، مؤكدا أنه «لا يمكن، بأي حال، تحويل النقاش من صراع بين السلطة المحلية والمنتخبين، لأن الدارالبيضاء لا تتحمل مثل هذه النقاشات»، التي تعتبر، حسب الوالي، «مجرد زوابع في فنجان»، حيث قال «لا بد أن ننكبّ، جميعا، على حل المشاكل الكثيرة التي تعانيها المدينة، وإنني أؤكد عدم توصلي بأي طلب رسمي يتعلق باستقبالكم». وغاب رئيس مجلس العمالة عن حضور الدورة، بسبب وجوده في الديار المقدسة لأداء مناسك الحج.