عبد الصمد الصالح قال الشيخ محمد الفيزازي، أحد الوجوه البارزة في التيار السلفي بالمغرب، إن توالي الاتهامات للسلفيين بارتكاب أعمال العنف والتخريب في المغرب، تقف وراءه جهات تريد العودة بالبلاد إلى أجواء ما بعد 16 ماي 2003 بالدار البيضاء، بما فيها من اعتقالات وسجون ومآس. واعتبر الفيزازي في اتصال مع «المساء» أن هناك تهويلا إعلاميا لبعض الأحداث الصغيرة المتفرقة، ومحاولة للربط بينها من أجل إلصاق التهمة مجددا بالتيار السلفي، سواء في أحداث «أرض الدولة» بطنجة أو الحادثة المزعومة لتدمير مآثر تاريخية بالأطلس، وهو الأمر الذي نفته وزارة الداخلية، أو في أحداث متفرقة أخرى. واعترف الشيخ، الذي قضى 8 سنوات في السجن ضمن ملفات «السلفية الجهادية»، أن هناك تطرفا في بعض المنتمين للتيار السلفي يقابله تطرف من أطراف في التيار العلماني، وطالب ب»الضرب بيد من حديد على من يمارس العنف مهما كان انتماؤه، وتقديمه للمحاكمة»، وأكد في المقابل على أن «المحرضين يجب أن يطالهم القانون أيضا، لأنهم يشعلون الفتنة، ويتجرؤون على الطعن في الدين والشريعة وإمارة المؤمنين، ويصبون الزيت على النار من أجل جر البلاد إلى فتنة، ويحاولون استنساخ ما يجري في تونس من أحداث مؤسفة، وهدفهم الرئيس فرملة تقدم الإسلاميين سياسيا واجتماعيا». وأكد الفيزازي أن التطرف من جهة لا بد أن يقابله تطرف من الجهة المقابلة، لكن المشكل كما يقول، أن الأمور يتم تهويلها «فيصبح الخصوم حكاما وقضاة ويسعون إلى تصيد العثرات، كما حدث مع الوزيرة بسيمة الحقاوي في الحادثة الشهيرة مع سعيد لكحل، حيث اعتذرت إليه وقبل اعتذارها، قبل أن تتدخل معسكرات التطرف العلماني لصب الزيت على النار، وتحويلها إلى قضية أوطان، وليس وطن واحد» في إشارة إلى مقال القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، صلاح الوديع، في هذ الصدد. ودعا المتحدث نفسه إلى عدم وضع السلفيين في سلة واحدة، ما دام هؤلاء غير منتمين إلى تيار واحد منظم، يعبر عن أفكارهم وتوجهاتهم ويتحدث باسمهم. وأضاف أنها «آفة تجعل تصرفات الأفراد تحسب على جميع السلفيين، كما كان الشأن في أحداث 16 ماي 2003 الأليمة. يشار إلى أن نشطاء سلفيين عبر «الفيسبوك» عبروا عن تخوفهم من «الإقحام» المتكرر للتيار السلفي في أحداث تسيء إليهم، من قبيل المواجهات التي شهدتها مدينة طنجة قبل أسبوعين، ومزاعم بتدمير مآثر تاريخية في جبال الأطلس خلال الأيام الماضية، وهو ما رأى فيه هؤلاء تمهيدا ل»حرب جديدة» محتملة تستهدف السلفيين.