لم يعش النادي البنزرتي أزمة تقنية عندما رحل مدربه ماهر الكنزاري إلى قطر، ولم يستعجل البحث عن مدرب بديل قادر على ملء الفراغ ومرافقة الفريق إلى المغرب لخوض أول مباراة في مشوار الموسم الرياضي الجديد، لأنه يوسف الزواوي ابن البنزرتي لا يتردد في تلبية نداء الواجب رغم التزامه بعقد مع الجامعة التونسية يشرف بمقتضاه على الإدارة الفنية للمنتخبات، ولأن الأمر يتعلق بنداء الفريق الأم فإن رئيس الجامعة استجاب لمطلب البنزرتيين ولرغبة الزواوي ومنحه ترخيصا لإغاثة قرش الشمال في مهمة عربية لا تخلو من مخاطر. وعلى الفور انتقل البنزرتي إلى تونس العاصمة استعدادا لخوض أول نزال في مشوار يحاول فيه الفريق الأصفر تأكيد صحوة الموسم المنتهي، والبحث عن تتويج عربي رغم أن الخصم اسمه الرجاء وله صولات في المنافسات العربية. "المساء" عاينت أول حصة تدريبية للنادي البنزرتي في الدارالبيضاء، والتقت المدرب البديل يوسف الزواوي، الذي أكد أن الرجاء كتاب مفتوح، وأن المباراة ستحسم في بنزرت وليس الدارالبيضاء، عميد المدربين التونسيين استحضر وهو في المغرب بعض اللاعبين المغاربة الذين أشرف على تدريبهم وقال إن تشابها كبيرا بين الكرتين المغربية والتونسية، مما يحول المواجهات إلى ديربي. - بدأ العد العكسي لمباراة الرجاء والبنزرتي برسم الجولة الأولى من كأس الاتحاد العربي للأندية، كيف مرت الاستعدادات لهذه المواجهة؟ كما يعرف الجميع، فإن البنزرتي أنهى الموسم الرياضي الماضي في الصف الثاني، بعد منافسة قوية مع الترجي، وبالمناسبة أنا أشرفت على تدريب الفريقين معا، بعد ذلك غادر المدرب ماهر الكنزاري الفريق واتصل بي المسؤولون عن النادي الذي هو في حقيقة الأمر أسرتي الرياضية الأولى، لبيت الطلب بعد موافقة وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية، وعلى الفور دخلنا في معسكر مغلق في العاصمة قبل أن نرحل إلى المغرب، لنخوض أول مباراة في منافسات عربية تجمع خيرة الأندية، القرعة حتمت علينا ملاقاة الرجاء البيضاوي المعروف في الساحة العربية والإفريقية، ونحن جاهزون للتحدي. تبدو قلقا بعد انتهاء الحصة التدريبية، ما سر غضبتك؟ لست غاضبا بل فقط أبديت مجموعة من الملاحظات لمسؤولي الرجاء البيضاوي، من بين الملاحظات أنه من غير المعقول أن نتمرن في ملعب بإضاءة ضعيفة جدا لا تمكن من الرؤية فأحرى القيام ببعض الميكانيزمات، طلبت من مرافقنا أن ينقل لمسؤولي الرجاء الملاحظات لأن الرياضة هي فرصة للتعارف قبل أن تكون مواجهة الغاية منها نيل الألقاب، أيضا الملعب بعيد جدا عن مقر إقامة الفريق وكنا مضطرين لقضاء أزيد من ساعة لنصل إليه، المهم هذه أمور تحدث باستمرار ونحن نقدر جهود الرجاء وأتمنى أن تمر المباراة في أجواء مثالية. أظن أن التحضير لا يتوقف على ما نقوم به الآن، فقد شرعنا في التهييء لمواجهة الرجاء في الملعب الفرعي بالمنزه قبل أسبوع بمعدل حصة يومية بدءا من الساعة السادسة مساء حتى موعد السفر الى المغرب، أجرينا مباراة ودية، ركزنا على التحضيرات المسائية تحت الأضواء الكاشفة ليستأنس اللاعبون بهذه الأجواء، حاولنا استرجاع بعض المصابين وتجهيزهم قبل أن نحل بالمغرب بعد ظهر يوم الأربعاء. - كيف ستدبر هذه المباراة وأنت مدرب مؤقت للفريق؟ أنا مسؤول عن الإدارة الفنية، وأنا ابن الفريق وجودي يمكن اعتباره تلبية لنداء الانتماء، أما تدبير المباراة فلا يختلف بين مدرب دائم وآخر مؤقت، أعتقد أنني رجل المرحلة لأن البنزرتي في هذه الفترة يحتاج لمن له معرفة دقيقة بالفريق، كما أعرف قدرات النادي جيدا، وأعرف أيضا أن الضغط النفسي أصبح مسلطا على الفريق بعد أن قدم مشوارا جيدا في بطولة الموسم الماضي، أي أن الأحباء ينتظرون منه الأفضل، صحيح هناك عامل نقص الخبرة مقارنة مع الرجاء لكنه ليس نقطة سلبية بل بالعكس فإن اللاعبين سيستفيدون من سيناريو الموسم الماضي وسيخوضون المباراة بروح البطل، فترتيب البنزرتي في الدوري الاحترافي الأخير أفضل من ترتيب الرجاء وهذا ما نحاول أن نكرسه في أذهان اللاعبين. - ما هي حظوظ فريقك لتجاوز عقبة مباراة الذهاب؟ حظوظ الفريقين متساوية في هذه المباراة، نفس الحظوظ للرجاء وللبنزرتي، ثم لا ننس أن هذه مباراة ذهاب ونمط المسابقة العربية واضح حيث تجرى المباراة في جولتين الأولى في الدارالبيضاء والثانية في بنزرت، نحن نخوض المباراة الأولى خارج بلادنا وسندبرها بطريقة تجعل الإياب متيسرا. - هل إجراء البنزرتي لمباراة الذهاب في الدارالبيضاء يعتبر مكسبا له؟ ليس حتما لأن الخصم سيلعب في ميدانه وأمام جمهوره ومعنوياته جيدة بعد أن تأهل إلى دور نصف نهائي الكأس، كما أن مساره في البطولة المغربية جيد، لم ينهزم يحتل صدارة الترتيب، لكن البنزرتي يضع كل هذه الأشياء في الحسبان ويعرف أن التدبير الجيد لمباراة الدارالبيضاء سيكون له الأثر الكبير على مباراة بنزرت. - ما هي قراءتك الأولية للرجاء خصم البنزرتي في هذه المواجهة؟ كنا نتمنى أن تكون القرعة أرحم بالناديين معا وتجنب المغاربة والتونسيين الاصطدام في الدور الأول، لكن «الله غالب»، سنواجه الرجاء الفريق الذي يعتبر من أفضل النوادي العربية، يقطع الآن مسارا جيدا بدون أخطاء، له مدرب جيد ومجرب وسبق له أن اشتغل في تونس حين درب نجم الساحل التونسي، فريق استعد عندنا في عين دراهم ومهارات لاعبيه هي تقريبا نفس مهارات لاعبينا، هذه كلها عوامل تجعل المباراة حماسية وقوية وجذابة. - ما هي في اعتقاده نقاط ضعف الرجاء؟ الضغط النفسي الذي سيكون على لاعبيه أثناء المباراة، فالفريق يلعب في ميدانه وأمام أحبائه وله رصيد بشري مهم، لذا لن يقبر أحباؤه بغير الانتصار واللاعبون في هذه الحالة سيعيشون تحت الضغط وسيسعون لتلبية مطلب المدرجات، كما أنهم سيضعون في أذهانهم مباراة الإياب. - ألا يوجد النادي البنزرتي بدوره تحت رحمة الضغط النفسي باعتباره وصيف بطل الدوري التونسي وتراوده رغبة العودة إلى الأضواء عبر البوابة العربية؟ دربت البنزرتي والترجي وهما معا تنافسا على لقب الموسم الماضي إلى آخر الأنفاس، البنزرتي شكل مفاجأة سارة لكل المتتبعين والملاحظين بعد ان كان يلعب الأدوار الثانوية قبل سنوات، ليس علينا ضغط كبير لأننا نحترم الخصم ولأننا نؤمن بأن التأهيل يتم في مبارتين وليس مباراة واحدة، كما أن عناصر البنزرتي والرجاء متقاربة على المستوى المهاري، لهذه الاعتبارات حاولنا ونحن نحضر الفريق لهذه المواجهة أن نلقن اللاعبين بعض الأمور الفنية التي تساعدهم على مواجهة ضغط المباراة لأنها مغاربية ونحن نعرف الحماس الذي يميز كل المواجهات ليس فقط بين المغاربة والتونسيين بل بين جميع دول شمال إفريقيا. - ما هي علاقتك بكرة القدم المغربية، هل سبق لك أن دربت لاعبين مغاربة؟ أنا متابع للكرة العربية والمغاربية، وسبق لي أن واجهت كمدرب العديد من الأندية المغربية في ثلاث أو أربع مناسبات، كما أشرفت على تدريب العديد من العناصر حين كنت مدربا للترجي أبرزهم هشام أبو شروان وأيضا اللاعب البدراوي قلب الهجوم المكافح أعتقد كان مع الترجي سنة 1999، وفي تجربة سابقة مع نادي النجمة السعودي كان معي في الفريق مدافع مغربي لا أذكر اسمه وكان من خيرة المدافعين، أظن أن المغرب له العديد من المواهب والكفاءات فهناك عناصر مغربية احترفت في تونس وتركت بصماتها كأبو شروان والبدراوي وكماتشو وبيضوضان وهناك أسماء مرت في هدوء. - ما هي نصائحك للاعبي البنزرتي قبل المواجهة؟ منذ أن أشرفت على تداريب النادي، عقدت اجتماعا مع اللاعبين أوضحت فيه الأهداف التي رسمناها في هذه الفترة الانتقالية، وكيف يمكن تحقيقها وبأية وسائل وآليات، اتفقنا على طريقة العمل ورسمنا الهدف الأول وهو انتزاع بطاقة التأهيل للدور الموالي من منافسات كأس العرب للأندية، طلبت من اللاعبين مضاعفة الجهد لتجاوز عقبة الرجاء، وأكدت أن البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها.