- يقود حفيظ بنهاشم المندوب العام للسجون، حاليا، سلسلة حوارات مع الشيوخ من معتقلي السلفية. ما هو تعليقك على هذه المبادرة؟ < الحوار مع معتقلي التيار السلفي الجهادي، كنا قد نادينا به منذ حادث اعتقال متهمين في قضية ما يسمى ب»تنظيم الصراط المستقيم»، إذ فوجئ الرأي العام بظهور تيار ديني يتبنى الفكر الوهابي بمفهوم غريب استفز جميع المتدخلين في الساحة السياسية والدعوية في المغرب. لكن النيابة العامة آنذاك اتخذت موقفا متشددا في التعاطي مع هذه الظاهرة، إذ اكتفت بالمقاربة الأمنية خارج القانون، والمتمثلة في الاختطاف والاحتجاز للمشتبه فيهم في أماكن غير نظامية وعدم تمتيعهم بشروط المحاكمة العادلة. وهذه التجاوزات في التعاطي القانوني مع معتقلي السلفية الجهادية سبق للملك محمد السادس أن تحدث عنها في حوار صحفي مع جريدة إلباييس الإسبانية. أكثر من هذا، فالملك، في كل خطاباته وتصريحاته الصحفية، ما فتئ يدعو إلى المقاربة الشمولية لمحاصرة هذا التيار واجتثاث الأسباب المنتجة له. وربما لهذا السبب أصدر الملك عفوه 3 مرات عن معتقلي هذا التيار، وهو العفو الذي طال حوالي 300 عنصر. ومن ضمن هؤلاء المفرج عنهم، لم يرتكب جرائم تصنف في خانة العود إلا أشخاص قليلون ولظروف خاصة. - ولماذا، في نظرك، تأخر الحوار مع معتقلي السلفية ولم ينطلق إلا بعد فصل مندوبية السجون عن وزارة العدل؟ < أعتقد أن انطلاق الحوار مع معتقلي هذا التيار راجع إلى كون الأجهزة المتحكمة في هذا الملف أصبح لديها ما يشبه الاقتناع بأنها وصلت إلى الباب المسدود، إذ فوجئت بأن هذه التيارات السلفية تتكاثر بشكل كبير وأصبحت حاليا أكثر تنظيما وهيكلة، إضافة إلى أنها نالت تعاطف العديد من المنظمات الحقوقية داخل المغرب وخارجه. لكن ينبغي التذكير، في هذا السياق، بأن هذا الحوار انطلق سنة 2004 عندما دعا وزير العدل الراحل محمد بوزوبع إلى محاورة معتقلي السلفية من أصحاب العقوبات الحبسية التي لا تتجاوز 5 سنوات، لكن يبدو أن وزارة الأوقاف لم تشكل الهيئة التي ينبغي أن تحاور المعتقلين. - لكن هناك من يقول إن التغير الذي وقع في البيت الأبيض بعد مجيء باراك أوباما كان له تأثير على تغير الموقف المغربي من التيار السلفي. ما هو ردك؟ < نعم، لا يمكن أن نستثني هذا العامل الخارجي، خاصة إذا علمنا بأن العديد من الاعتقالات التي طالت عناصر هذا التيار، على عهد إدارة بوش، تمت بتنسيق مع الأمريكيين، بل هناك من تحدث عن أكثر من 17 رحلة تمت بين مطار سلا ومعتقل غوانتنامو، كما زار بلادنا بعض المحققين الأمريكيين في بعض الملفات المتعلقة بقضايا الإرهاب. وقد أكد العائدون من غوانتنامو أن بعض المحققين المغاربة زاروا هذا المعتقل الرهيب واستمعوا إليهم في جلسات مطولة. *محام بهيئة الرباط