حسن البصري على امتداد 12 ساعة حمل مهنيو قناة «الرياضية» شارات الغضب الحمراء، احتجاجا على ما أسماه الغاضبون بالوضع الكارثي الذي آلت إليه الرياضية، وتنديدا بالمضايقات التي يصادفها أفراد مكتب النقابة الوطنية للصحافة فرع الرياضية، وتعبيرا عن الأسى الذي يعتصر قلوب الصحفيين والتقنيين الذين يعتبرون النواة المؤسسة للقناة، من جراء «الحوار المقطوع بين النقابة والمدير الذي لا يتحاور إلا مع نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل»، على حد تعبير أحد الصحافيين. وعرفت الوقفة الاحتجاجية، التي بدأت بحمل الشارة داخل مبنى القناة، مشاركة حوالي 15 صحفيا في انتظار التحاق صحافيين وتقنيين بفورة الغضب، كما كانت فرصة للتداول في شؤون العاملين بالقناة الثالثة وما يتعرضون له من إكراهات سواء على مستوى وسائل الاشتغال أو التحفيزات أو حتى أثناء العمل الميداني كما حصل للزميل سفيان الراشيدي في مدينة مراكش من اعتداء بطله المعد البدني للمنتخب المغربي، أو في مدينة فاس خلال مباراة المغرب الفاسي والزمالك. ومن المقرر حسب صحافيي القناة تصعيد الموقف النضالي في الأيام القليلة القادمة، بالخروج إلى الشارع العام أو اللجوء إلى الإضراب عن العمل، في ظل تراجع أداء الرياضية وضعف مردوديتها في الساحة الإعلامية، وعدم مواكبتها لأحداث كونية كأولمبياد لندن. وأكد الزملاء نجاح الوقفة بفضل حضور أغلبية من مكونات الجسم النقابي، بالرغم من وجود مكونات نقابية أخرى كالكونفدرالية والاتحاد المغربي للشغل ظلت خارج هذا الجدل، وفضلت متابعة الموقف عن بعد، فيما سجل غياب مدير القناة حسن بوطبسيل الذي كان متواجدا خارج المغرب، وبالتالي فقد تعذر الاتصال به لأخذ موقفه في النازلة في ظل رفض مساعديه الحديث في الموضوع. وتقرر بموازاة مع ذلك صياغة بيان سيتم توزيعه على وسائل الإعلام للوقوف على تفاصيل الأوضاع داخل الرياضية، ولكسب المزيد من المتعاطفين مع القضية، فيما تم التقيد بالتسلسل المنطقي للمواقف الاحتجاجية، حيث ينتظر أن يعقد اجتماع مع المدير لإحاطته بكل المستجدات ومسببات نزول الاحتجاج عبر لف الدراع بشارة حمراء، وفي حالة استمرار إغلاق سياسة الأبواب سيلجأ الغاضبون إلى إضراب عن العمل لمدة 24 ساعة، ثم 48 ساعة في فترة ثانية مع حمل الشارة، وهي الوقفة التي سيشارك فيها صحافيو النقابة الوطنية للصحافة.. وعرفت بناية «الرياضية» في الآونة الأخيرة غيمة قلق بسبب صراع نقابي زاد من تمزق الجسم الإعلامي والتقني، ومما زاد الوضع تمزقا خلافات مفتعلة بين أصدقاء المكون الإعلامي الواحد، ساهمت في ظهور ثلاث كيانات نقابية متنافرة بدل أن تشكل تكثلا إعلاميا يحقق للعاملين بالقناة مجموعة من المكاسب التي تساعد على الخلق والإبداع، خاصة وأنه على الرغم من مرور أزيد من نصف عقد على تأسيسها فإن هذه القناة لازالت تشتغل بدون هيكلة وتعيش أقصى درجات مركزية القرار.