رغم أن منافسات البطولة «الاحترافية» لكرة القدم وصلت بالكاد إلى جولتها الرابعة، إلا أن تغييرات المدربين في الفرق تسير بسرعة فائقة. لقد «أقال» المغرب الفاسي مدربه عبد الغني الناصري، وتعاقد نهضة بركان مع عبد الرحيم طاليب، مدرب النادي المكناسي، بينما أسند الوداد المهمة إلى المدرب بادو الزاكي، علما أن «شبح» التغييرات يطل برأسه على فرق أخرى، بينها الدفاع الجديدي وأولمبيك خريبكة، والبقية ستأتي بطبيعة الحال. وإذا كان انفصال المغرب الفاسي عن مدربه الناصري يعود بحسب مسؤولي الفريق إلى سلوكات المدرب، وإلى شجاره مع مدرب الحراس وتأخره في حضور التداريب، وفي الوداد لفشل المدرب الإسباني بينيتو فلورو في قيادة الفريق إلى السكة الصحيحة، إلا أن حالة المدرب عبد الرحيم طاليب ولعبة الكراسي الموسيقية تبدو مثيرة للتساؤل، ذلك أنه أعلن استقالته من تدريب النادي المكناسي، ثم تراجع عنها، وقال إنه سيستمر بشروط، بل إنه لما أشرنا إلى وجود مفاوضات متقدمة بينه وبين نهضة بركان، كذب الخبر، قبل أن يتأكد أنه صحيح، وأن اتصالات كانت تجري بينه وبين مسؤولي نهضة بركان، وهو مدرب للنادي المكناسي. حالة طاليب وغيره من المدربين، هي واحدة من صور الهواية التي تطبع الممارسة الكروية في المغرب، وتسير بها في الاتجاه الخطأ. من حق المدرب أن يبحث عن عمل وأن يلتحق بالفريق الذي يريد، لكن هذا الانتقال السريع وبمثل هذه الطرق يرسم علامات الشك والخوف حول مستقبل البطولة والفرق المغربية. صحيح أن طاليب يعيش ظروفا صعبة في النادي المكناسي، وأن الفريق يعيش على وقع مشاكل مالية، لكن هناك عقد يربط المدرب و»الكوديم» من المفروض أن يكفل له جميع حقوقه المادية والمعنوية، بل إن على الجامعة أن تخرج قانون المدرب إلى الوجود، وأن تحرص على تطبيقه بشكل سليم، وأن يحصل المدرب على جميع حقوقه المالية، إذا تمت إقالته. انتقالات اللاعبين يؤطرها قانون ملزم وتجري في أوقات محددة، واللاعب الذي يوجد في نزاع لديه فرصة للالتحاق بفريق آخر خارج هذا الأجل، فلماذا لا يطبق الأمر نفسه على المدربين، وما هو رأي ودادية المدربين المغاربة في هذا العبث، وألم يحن الوقت لإعادة ترتيب بيت المدربين، أم أن المستفيدين من هذا الوضع غير السليم، يبحثون بشتى الطرق عن استمراره.