بحلول سنة 2030، سيكون مرض التهاب الكبد الفيروسي «سين» سببا مباشرا في وفاة أكثر من 44 ألف شخص بالمغرب، من بينهم 8800 حالة مرتبطة بسرطان الكبد و35 ألف حالة تتعلق بتلف الكبد. وفي هذا الصدد، أوضح البروفيسور عادل الإبراهيمي، رئيس الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي، أن أمراض التهاب الكبد الفيروسي «باء» و«سين» هي في الغالب غير معدية وتدخل في إطار الأمراض المزمنة التي قد تؤدي إلى مضاعفات مميتة مثل تلف الكبد وسرطان الكبد، ومن هذا المنطلق، يضيف البروفيسور، فإن البرنامج الوطني لمحاربة التهاب الكبد يُعدّ أولوية مستعجلة لمحاربة التهاب الكبد الفيروسي «باء» و«سين» للحد من انتشارهما ولتقوية سبل الكشف لتوجيه الأشخاص المصابين نحو التكفل الطبي في أقرب وقت ممكن، وتطوير المراقبة الوبائية والبحث في هذا المجال. وأكد الإبراهيمي أنه بفضل التقدم العلمي توفرت سبل علاج أغلب الأشخاص المصابين بهذا التهديد الخطير، إلا أن ما ينقص، حسب تعبيره، هو الموارد وتوفر جميع العلاجات المطلوبة. من جهته، أكد البروفيسور باتريك مارسيلان، مسؤول بقسم أمراض التهاب الكبد بمستشفى بوجون بفرنسا، والذي تمّ استدعاؤه لتنشيط الحلقة الدراسية أن التكفل بالمصابين بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن تغيّر بشكل كبير مع وصول طرق تشخيصية وعلاجية جديدة، بحيث تُمكّن هذه الأدوية، حاليا، من علاج 70 إلى 80 بالمائة من حالات التهاب الكبد الفيروسي المزمن. تأتي هذه التصاريح في سياق تنظيم الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي أيام 11 و12 و13 من هذا الشهر مؤتمرها الوطني السادس والثلاثين بمراكش، حيث ركزت هذه النسخة بشكل كبير على التهاب الكبد الفيروسي «باء» و»سين»، اللذين خصصت لهما اللجنة المنظمة عددا مهما من الأنشطة العلمية التي تهدف إلى تسليط الضوء على التقدم التشخيصي والعلاجي الذي تمّ تسجيله في مجال محاربة هذه الأمراض، وشكل البرنامج الوطني لمحاربة التهاب الكبد إحدى أهم توصيات المؤتمرين، كما تم التركيز على أهمية توفر جميع العلاجات المطلوبة والوصول إليها كضرورة مستعجلة بالنسبة إلى الأخصائيين. وقد تم خلال هذا المؤتمر تنظيم العديد من الأحداث، إذ، وإلى جانب مشاركة الجمعية المغربية للتنظير الداخلي للجهاز الهضمي والجمعية الوطنية الفرنسية لأمراض الجهاز الهضمي والفدرالية الفرانكفونية لسرطان الجهاز الهضمي، تضمن برنامج المؤتمر العديد من الورشات التكوينية لفائدة أطباء الجهاز الهضمي المغاربة بالإضافة إلى تقديم النتائج النهائية للأعمال العلمية التي قامت بها هذه الجمعية. في السياق ذاته، أطلقت وزارة الصحة بشراكة مع الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي، هذا الشهر، برنامجا وطنيا لمعالجة 2000 مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي «سين» المزمن (المرضى الذين يتوفرون على بطاقة راميد) كما ستقوم بتحضير خطة عمل وطنية 2013-2017 لمحاربة التهاب الكبد الفيروسي. يشار إلى أن الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي، أنشئت سنة 1976 من طرف أطباء الجهاز الهضمي وتضم في عضويتها أكثر من 500 طبيب للجهاز الهضمي يعملون بالقطاع العام والخاص وبالميدان الجامعي.