استعان الناخب الوطني الجديد رشيد الطوسي بأربعة عشر لاعب في مباراة يوم السبت أمام منتخب الموزمبيق، والتي انتهت بفوز الفريق الوطني برباعية نظيفة، وبالتالي التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستقام بجنوب إفريقيا مطلع العام المقبل. وأشرك الطوسي 3 لاعبين محليين في بداية المباراة، هم الحارس نادر المياغري والظهير الأيمن يونس بلخضر والمهاجم صلاح الدين عقال، ودفع بثمانية محترفين، وقام في الشوط الثاني بإدخال الثلاثي أسامة السعيدي ونور الدين امرابط ومحسن ياجور، ليرتفع عدد المحليين داخل الملعب إلى أربعة. نادر المياغري حافظ على نظافة شباكه ولم يتوصل بكرات عديدة، باستثناء تسديدتين من إلياس دومينغيز وكرات عالية حاول استغلالها لاعبو منتخب الموزمبيق. وأنقذ المياغري مرماه في الكرات القليلة التي هددت مرماه، ونجح في إدارة خط الدفاع وتوجيه لاعبيه. المهدي بنعطية قدم مباراة جيدة وكون ثنائيا منسجما مع عصام عدوة، ونجح في أكثر من مناسبة في قطع الكرات العالية لمنتخب الموزمبيق، كما كان يصعد عند كل كرة ثابتة لمساندة خط الهجوم في محاولة لتسجيل هدف من ضربة رأسية، وكان يرسل تمريرات طويلة في اتجاه مربع عمليات الخضم. عصام عدوة مع الطوسي عاد إلى مركزه الأصلي في متوسط الدفاع بعدما كان يعتمد عليه البلجيكي إيريك غيريتس كلاعب ارتكاز. قدم مباراة جيدة إلى جانب بنعطية ونجحا معا في الحد من خطورة لاعبي الموزمبيق، خاصة في الدقائق الأخيرة عندما كان الفريق متقدما بثلاثة لصفر ويحاول الحفاظ على نظافة شباكه. زكرياء بركديش قدم واحدة من أفضل مبارياته منذ التحاقه بالمنتخب الأول، ونجح في القيام بدوره الدفاعي والهجومي، حيث كان يصعد كثيرا في الجهة اليسرى لمساندة عقال وبرادة ثم السعيدي في الشوط الثاني، كما كان وراء التمريرة التي منحت الهدف الثالث ليوسف العربي. يونس بلخضر خاض مباراة جيدة وظهر كما لو أنه لعب من قبل للمنتخب الوطني. لعب بدون مركب نقص، ونجح في استخلاص العديد من الكرات من مهاجمي الموزمبيق، وقام ببعض التحركات على المستوى الهجومي، خاصة في الشوط الثاني، حيث مد برادة وامرابط بمجموعة من التمريرات. في الشوط الأول لم يكن موفقا وارتكب بعض الأخطاء، لكنه تدارك الموقف في الجولة الثانية. كريم الأحمدي قدم مباراة جيدة عموما في مركز وسط الميدان الدفاعي، حيث قطع العديد من الكرات وقام بعملية الربط في أكثر من مرة بين الدفاع وخط الوسط. لعب بقتالية وأصيب في قدمه مما جعله يغادر الملعب تاركا مكانه لمحسن ياجور في الربع ساعة الأخيرة من المباراة. الحسين خرجة لعب كعادته دور القائد، ونجح في القيام بمهام دفاعية وهجومية في نفس الآن. ظل يحفز زملاءه داخل الملعب وسجل هدفا من ضربة جزاء في الشوط الثاني، ولعب بقتالية وتحدى خشونة لاعبي المنتخب الموزمبيقي، وظل يساعد في بعض الأحيان برادة والسعيدي وامرابط. يونس بلهندة قدم شوطا أولا عاديا. حصل على إنذار وكان يقف وراء جميع الكرات الثابتة، غير أنه نفذ معظمها بنفس الطريقة، حيث كانت في متناول الحارس كامبانغو. ظل يمد العربي بمجموعة من التمريرات في العمق، واستبدل في الشوط الثاني بلاعب غلطة سراي التركي نور الدين امرابط. عبد العزيز برادة نجم المباراة. سجل الهدف الأول الذي حرر المنتخب الوطني، ولعب باستماتة وصمد في وجه التدخلات القوية لدفاع الموزمبيق، وظل يمد زملاءه بتمريرات رائعة، كما اصطاد ضربة الجزاء التي منحت الهدف الثاني للمنتخب وتسببت في طرد عميد فريق الموزمبيق، وهي نقطة تحول المباراة ككل. صلاح الدين عقال كانت تأتي الخطورة من جهته في الدقائق الأولى، لكنه لم ينجح بعد ذلك في المرور من الجهة اليسرى، وهو ما فطن له الطوسي عندما جعله ينتقل إلى اليمين ويغير مركزه مع برادة. قام ببعض الاختراقات من الجانب الأيمن ومرر كرات عرضية لم يحسن استغلالها العربي تارة، وكانت تارة أخرى في متناول حارس الموزمبيق. يوسف العربي وجد صعوبة في هز الشباك، وأضاع فرصة واضحة في الدقيقة 25 مما جعل فئة من الجمهور تطالب بتغييره. لكنه تدارك أخطاءه عندما مرر كرة الهدف الأول لبرادة، ثم سجل الهدف الثالث برأسية جميلة، رغم تضييعه للعديد من الفرص السانحة للتسجيل، أظهر قوة شخصية كبيرة في المباراة. أسامة السعيدي دخوله بين الشوطين مكان عقال غير مجرى المباراة بشكل واضح، إذ تمكن بمراوغاته الممتازة واختراقاته المتكررة من تنشيط الجهة اليسرى وزعزعة توازن وتماسك الدفاع الموزمبيقي، وظل يمنح تمريرات عرضية كثيرة لزملائه في خط الهجوم. نور الدين امرابط دخوله محل بلهندة زاد الفريق الوطني قوة، وأصبحت الجهة اليمنى تتحرك بالموازاة مع الجهة اليسرى. تمكن لاعب غلطة سراي التركي من المرور في أكثر من مرة وسدد نحو المرمى في مناسبات أخرى، وكان وراء تسجيل هدف الخلاص في الدقيقة الأخيرة من المباراة مانحا المنتخب الوطني التأهل. محسن ياجور: دخوله في الدقائق الأخيرة عوض الأحمدي حرر العربي وجعله يتخلص من الرقابة المفروضة عليه، كما أن تحركاته الذكية داخل وخارج مربع عمليات الموزمبيق كان مفيدا للفريق الوطني، فضلا عن ارتقاءاته بالرأس وتحويله للكرات الهوائية صوب زملاءه من المهاجمين كان إيجابيا ومساعدا على الحفاظ على الكرات وعدم منحها للخصم.