كثف حكيم بنشماس، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، من اتصالاته الهادفة إلى حشد الدعم من أجل الظفر بمنصب رئيس مجلس المستشارين ليخلف الشيخ بيد الله، الذي من المرجح أن يتم تعيينه سفيرا للمغرب بالأمم المتحدة بعد انتهاء فترة ولايته رئيسا للمجلس. وكشفت مصادر مطلعة أن بنشماس ربط خلال الأيام الماضية عدة اتصالات بمستشاري الحزب بالغرفة الثانية لجس النبض وكسب التأييد، في أفق عقد اجتماع للفريق للحسم في هذا الموضوع، في الوقت الذي دخل حزب التجمع الوطني للأحرار على خط التنافس من أجل نيل المنصب من خلال تداول اسم المعطي بنقدور كمرشح عن حزب الحمامة.
إلى ذلك، أصدر المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة بيانا عقب دورته الرابعة عشرة، التي عقدت الأسبوع الماضي بالصخيرات، هاجم فيه بشكل قوي حزب العدالة والتنمية، الذي وصفه بالحزب «الشمولي والسلطوي»، كما اتهمه بالسعي نحو التحكم في المؤسسات الدستورية، و«الاستعمال المفرط لشخص الملك والتوظيف الماكر للدين»، ونهج أسلوب «التقية والنفاق السياسي».
وحذر المجلس الوطني رئيس الحكومة من الاستمرار في الانشغال بالمعارك «الدونكيشوتية» عوض الاهتمام بالقضايا والمعارك الحقيقية المرتبطة بتنزيل وتفعيل الدستور الجديد، وبالإفصاح عن المخطط التشريعي، وبتحريك عجلة الاستثمار والرفع من تنافسية الاقتصاد الوطني والتحلي بالجدية من أجل إنجاح الحوار الاجتماعي والاستجابة العملية لانتظارات المغاربة الملحة في مجال الشغل والسكن والصحة والتعليم والعدل والإدارة.
ودعا المجلس الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها كاملة في إنجاح التحول الديمقراطي، الذي دشنه المغرب مع دستور فاتح يوليوز 2011، محذرا في نفس الوقت من المخاطر التي قد تنشأ عن «حالة الإحباط وفقدان الأمل التي سببت وتتسبب فيها حكومة بنكيران».
كما حمل بيان المجلس الوطني اتهاما لوزارة الداخلية بعدم التعاطي بشكل صارم مع الاستعمال المكشوف للمال، وأكد أن الحزب سجل بعض مظاهر الحياد السلبي للإدارة إزاء العديد من «التجاوزات الخطيرة والفاضحة التي أثرت على سلامة العمليات الانتخابية».
من جهة أخرى حاول بيان المكتب الوطني التخفيف من حدة الهزيمة التي مني بها الحزب في الانتخابات الجزئية، حيث عبر المجلس الوطني عن استغرابه لما وصفه بالقراءات المتسرعة التي سعت إلى ترويج وهم «نكسة» الحزب بدل «طرح الأسئلة الجوهرية المرتبطة بدلالات تدني نسبة المشاركة وضعف الحضور السياسي لبعض التعبيرات المدنية والحقوقية والسياسية المنتمية للمرجعية الديمقراطية و الحداثية».