سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بنشماس: لا وجود لتصفية حسابات ومسؤولون استقلاليون مورطون في جرائم نهب المال العام قال إن 20 فبراير وظفت ضد الأصالة والمعاصرة وحسن أوريد أداة في يد «الحزب السري»
في هذا الحوار مع «المساء» يتوقف عبد الحكيم بنشماس، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، عند أهم مستجدات الساحة السياسية المغربية، شارحا وجهة نظره في الصراع المشتعل خاليا بينه وبين حزب العدالة والتنمية. وأبرز أن الهجمات التي تعرض لها الحزب طرحت عليه سؤال الموت والحياة في فترة بعينها. وهاجم بنشماس حسن أوريد، واصفا تصريحاته بالترهات التي لا يأبه بها الحزب. في الحوار كذلك رؤية للصراع القائم بين «البام» والاستقلال حول مكتب التسويق والتصدير واستحضار ما أسماه جرائم الاستقلال في الريف. - أطلق حسن أوريد تصريحات حول مساهمة الإدارة في تثبيت ولاة وعمال يخدمون أجندة الأصالة والمعاصرة أثناء مرحلة تأسيسه، مما عبد الطريق أمام الحزب لاكتساح الساحة السياسية المغربية. كيف ترد على هذه التصريحات؟ هذه التصريحات أصبحت معزوفة مشروخة، وصارت كذلك من كثرة ما استهلكت في الخطاب الإعلامي والسياسي مبتذلة، وقد كنا مدركين لما أطلقنا، بناء على قناعة تشكلت لدى قطاع عريض من الفعاليات والكفاءات، مشروع «حركة لكل الديمقراطيين»، أن تأسيس حزب جديد- أخذ على عاتقه أن يشتغل ويولي اهتماما للأسئلة التي تطرحها الأجيال الجديدة ويبتعد عن إشكاليات الشرعية التاريخية- سيزعج بعض فرقاء الحياة السياسية بالبلد. ونظرا إلى قوة المبادرات التي انخرط فيها الحزب وقوة خطابه التواصلي والدينامية التي تميز بها سلوكه السياسي، كان من الطبيعي أن نزعج ونربك حسابات عدد من الفاعلين الحزبيين، وقد واجهتنا عاصفة قوية من الانتقادات من طرف هذه الأوساط بالذات. ولذلك، فإن تصريحات حسن أوريد هي امتداد متأخر لهذه الهجمات. وفي واقع الأمر، نحن لم نكترث بها لأن أقوى دليل على أن حزب الأصالة والمعاصرة أخذ مكانه الطبيعي في الساحة السياسية الوطنية، من دون الحاجة إلى الإدارة أو إلى أي شيء آخر، هو النتائج التي حصل عليها في انتخابات الغرف المهنية، ويجب أن نطرح سؤالا على حسن أوريد: هل مازال الولاة والعمال الذين عينهم رئيس الحكومة يدعمون حزبنا؟ هذه مجرد ترهات لم نعد نأبه بها إطلاقا. - قلت في تصريح سابق إن جهات كانت تريد أن تجهز على حزب الأصالة والمعاصرة، وصرح إلياس العماري بأنه يعرف هذه الجهات التي تسخر المثقفين والإعلاميين للهجوم عليكم. من هي هذه الجهات؟ الحملة التي استهدفت حزبنا قادها ما نسميه في الأصالة والمعاصرة «الحزب السري»، وهو أخطبوط مصلحي فيه أطراف من الإدارة ومن السلطة ومن الوسط الحزبي وجزء من الوسط الإعلامي، وهي كلها أطراف يزعجها حزبنا، وحسن أوريد وغيره ممن امتلكوا جرأة مهاجمة الحزب بجبة المثقفين والمفكرين هم فقط أدوات لتصريف مرامي «الحزب السري». ولا أخفيك أننا ننتظر الوقت المناسب للكشف عن هوية النافذين في هذا الحزب السري، وأعتقد أنهم كشفوا عن وجوههم منذ فترة طويلة. - لكن كيف تفسر هذا الخروج المفاجئ للأصالة والمعاصرة لمهاجمة خصومه بعد أن رفعت حركة 20 فبراير شعارات تطالب برحيل قيادات بارزة من الحزب؟ من قال إن الحزب التزم الصمت؟ كل ما حدث أن الأصالة والمعاصرة انخرط في ترتيب بيته الداخلي، وأجندة الحزب كانت مزدحمة بالكثير من القضايا في خضم تلك الهجمة الشرسة والقوية التي كانت تريد النيل منا، ولن أخفيك أن هذه الهجمة كانت بالنسبة لنا قضية موت أو حياة، ونعترف بأن «الحزب السري» استطاع بدهائه وأدواته أن يوظف جزءا من دينامية 20 فبراير من خلال استهداف قيادييه ورموزه، وكان من الطبيعي جدا في ظل هذا الهجوم أن ينكب الحزب على إعادة ترتيب بيته الداخلي، وكان علينا وقتها أن نهيء أنفسنا لعقد المؤتمر الاستثنائي وإحداث تجديد عميق على هياكل الحزب، سواء تعلق الأمر بالمكتب السياسي أو المجلس الوطني. وفوق هذا وذاك، كان علينا أن نثبت القوة الانتخابية التي حصل عليها حزب الأصالة والمعاصرة، لنؤكد للآخرين بأننا لسنا مسنودين من الإدارة كما يدعي الحزب السري، حيث اكتسب حزبنا شرعيته الانتخابية، والديمقراطية نفسها التي مكنت حزب العدالة والتنمية من تبوؤ المرتبة الأولى هي التي أعطتنا المرتبة الرابعة. إذن كل هذه الأوراش المرتبطة بترتيب البيت الداخلي للحزب وبتجديد آليته التنظيمية، هي التي فرضت عليه أن يكرس وقته لهذه الأوراش، ولم يكن الأمر انسحابا كما يعتقد البعض. - بعد انسحاب فؤاد عالي الهمة من الأصالة والمعاصرة وتعيينه مستشارا للملك، كان هناك حديث عن إمكانية حل الحزب، بل إن قيادات حزبية بارزة دعت إلى ذلك.كيف تقرأ هذا الأمر؟ بطبيعة الحال، هناك جهات، وهي متعددة، طالبت بحل الحزب، زاعمة بأنه يسعى إلى تكرار السيناريو التونسي بالمغرب، وهذا كذب وبهتان، فحزبنا في كل وثائقه وفي كل تحركاته كان يشتغل على ورش إعطاء مضمون للتعددية في بلادنا، التي كانت على وشك أن تموت خلال سنة 2007، وكان هناك تقريبا حزب واحد يهيمن ويلوح بشبح فرض نموذج واحد وغريب عن المجتمع المغربي، والحزب أخذ على عاتقه المساهمة من موقعه، إلى جانب القوى الحداثية الأخرى، لإعطاء مضمون حيوي للتعددية. صراحة، لم يكن مفاجئا أن يدعو هؤلاء إلى حل الحزب، وأعترف لك بأنه في لحظة اشتداد هذه الهجمة وفي لحظة اكتسابها قوة شرسة، كنا في اجتماعاتنا الداخلية نواجه سؤال الحياة أو الموت، ولكن بفضل ثبات وصمود مناضلينا نجحنا في استيعاب هذه الضربات، ونجحنا كذلك في استخلاص الدروس، وبذلك انخرط الحزب في تجديد عميق على مستوى نخبه وعلى مستوى قيادييه. - عودة إلى محطة المؤتمر الاستثنائي، تشير بعض الأخبار إلى أن صراعا طاحنا نشب بينك وبين إلياس العماري حول هوية من سيخلف الشيخ بيد الله على رأس الحزب. ما حقيقة هذا الصراع؟ أبدا، لم يكن هناك صراع طاحن بيني وبين إلياس العماري، والذين تحدثوا عن ذلك كانوا يريدون التشويش على الحزب وعلى مؤتمره الاستثنائي، وأذكرك بأنه عشية المؤتمر ثمة من سعى إلى تلطيخ سمعتي بالادعاء بأنني وصلت إلى مجلس المستشارين عبر شراء الذمم والأصوات. صحيح كانت هناك اجتهادات واختلافات حادة حول أنجع السبل لتقوية الأداة الحزبية والإجابة عن انتظارات شباب حركة 20 فبراير، لكن الخلاف لم يكن ينصب، كما قلت، على هوية الأمين العام الجديد للحزب. - (مقاطعا) بيد أن جميع المؤشرات كانت توحي بأنك كنت من سيتولى هذا المنصب خلفا لبيد الله، لكن فجأة ظهر اسم بكوري الذي لم يكن يوما قياديا في حزبكم. كيف تفسر هذا الأمر؟ لست أدري ماهي المعطيات التي تتوفر عليها، ولكن أذكرك بأن الأخ مصطفى بكوري ليس غريبا عن الحزب، وهو أحد المساهمين في إطلاق دينامية «حركة لكل الديمقراطيين»، ولم تنقطع صلته أبدا بالأصالة والمعاصرة. صحيح أنه لم يكن في معمعة العمل اليومي، ولكنه كان حاضرا في روح المشروع، وتتذكرون جيدا كيف أنه دفع ثمنا ليس هينا لارتباطه بالحزب. ربما انتخاب بكوري أمينا عاما للحزب فاجأ الكثيرين، لكنه لم يفاجئنا لأنه اختيار صائب وهو قيمة مضافة للحزب، وليس لدي مركب نقص أن تكون الأمانة العامة قد آلت إلى مصطفى بكوري. - ننتقل إلى علاقات الأصالة والمعاصرة بباقي الفاعلين السياسيين. الآن تبدو معالم الهجوم على حزب العدالة والتنمية واضحة جدا، خاصة في ظل التراشق الإعلامي الذي وصل في بعض الأحيان إلى درجة السباب. نود أن نعرف طبيعة علاقتكم المستقبلية بهذا الحزب؟ فقط أريد أن أذكرك بأنني حينما أعدت مشاهدة الجلسة التي حضرها عبد الإله بنكيران في مجلس المستشارين، ألفيت أن رئيس الحكومة سبني ووظف أساليب القذف في حقي، وأنا أسامحه في الدنيا والآخرة، لكن ما لا نقبله في حزبنا هو شخصنة الصراع، فالملاحظات التي سجلناها على حكومة بنكيران في جوهرها ملاحظات موضوعية، فبعد مرور سبعة أشهر عن توليه تدبير الشأن الحكومي ما يزال مرتبكا وعاجزا عن إيجاد الإجابات الحقيقية المرتبطة بالشأن العام، وخصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية التي تبين، حسب خبراء الاقتصاد، أن سقف المديونية المغربية بلغت الخط الأحمر، وأن جميع المؤشرات تشبه نظيراتها التي سبقت سن سياسة التقويم الهيكلي. ما يبدو إلى حدود الآن أن الحكومة منشغلة بالحروب الدونكيشوتية والكثير من الضجيج والقليل من العمل، فيما لايزال تنزيل الدستور متعثرا. قبل أيام اختتمنا الدورة البرلمانية وسجلنا أن الحكومة لم تأت إلا بقانون تنظيمي يتيم، بل لا نعرف أي شيء عن المخطط التشريعي للحكومة وكيف ستواجه الأزمة. - بمنأى عن كل هذه الملاحظات التي سجلتها على الأداء الحكومي، فإن جوهر الصراع بينكم وبين الإسلاميين أعقد بكثير من مجرد صراع حول السياسة الحكومية. هل يمكن القول إن الحزبين يخوضان حرب استنزاف، وأن معركة الحياة والموت هي الفيصل بينهما؟ الصراع بين الحزبين لا يتعلق بتباين الأفكار حول تدبير الشأن العام، فالخلاف متصل في المقام الأول بتناقض مشروعين مجتمعيين. في حزبنا المشروع الوطني القائم على الديمقراطية والحداثة، بينما يتبنى العدالة والتنمية مشروعا آخر يعتبر الحداثة رديفا للميوعة، حتى أنه لم يذكر كلمة الحداثة إلا مرة واحدة في البرنامج الحكومي. قناعة حزب الأصالة والمعاصرة هي أن المغرب، وبالنظر إلى جذوره التاريخية وتفاعلاته مع محيطه الجهوي، لا يمكنه أن يكون خارج المشروع الحداثي، وسلوك رئيس الحكومة في جميع واجهات تدبير الشأن العام يدعو إلى توجيه نقد حاد وقوي للحكومة، وعلى بنكيران أن يتخلى عن خطاب التماسيح والعفاريت لأن المؤشرات الاقتصادية تمضي من سيء إلى أسوأ، والعفاريت الحقيقية هي البطالة والسكن والصحة. - غاب حزب الاستقلال عن مؤتمر الأصالة والمعاصرة وفهم الأمر بأنه إعلان للحرب ضدكم. هل ما تزال المعركة مفتوحة ضد حزب «علال الفاسي»؟ نحن رفضنا أن نفهم هذا الغياب بأنه تعبير عن العداء ضد الحزب، والدليل على ذلك أننا لبينا الدعوة لحضور مؤتمرهم الوطني الأخير. أريد أن أؤكد أن الإخوة في حزب الاستقلال لم يستوعبوا بعد أن منشأ الصراع بين الحزبين يجد تفسيره في وجود حزب في الحكومة وآخر في المعارضة، وما أزعج حزب الاستقلال هو نوعية المعارضة التي اجتهدنا في ممارستها على مستوى البرلمان، وربما في مراقبتنا للأداء الحكومي استخدمنا أسلوبا غير مألوف قائم على الصراحة وتسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية، وأتذكر أن كثيرا من وزراء هذا الحزب في الحكومة الماضية والحالية منزعجون من الصراحة التي نتعامل بها. لكن أجدني مستغربا من الهجمة الشرسة التي شنها قياديون من هذا الحزب، وفي مقدمتهم مولاي امحمد الخليفة، ضد الأصالة والمعاصرة وصلت إلى حد المطالبة بحله، في تنكر سافر لقواعد تدبير الخلاف بين الأحزاب السياسية. ومع ذلك نؤمن بأن هناك عقلاء وحكماء عليهم أن يعوا أن الصراع بين حزبين وطنيين أمر صحي، ونحن لا نكن أي عداء لهذا الحزب. - رغم ما قلت، كيف ترد على تصريحات من قيادات بحزب الاستقلال تتهمكم بأنكم شكلتم لجنة تقصي الحقائق في مكتب التسويق والتصدير لتصفية حسابات ضيقة مع حزبهم؟ هل نسي الاستقلاليون أن التقرير الذي قدمته لجنة تقصي الحقائق حول مكتب التسويق والتصدير لم يساهم فيه حزبنا فقط، بل كانت هناك كل من أحزاب التجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي، وأخيرا الفيدرالية الديمقراطية للشغل. عندما يعممون وهم أن حكيم بنشماس يصفي حسابات شخصية مع حزب الاستقلال هل يعني ذلك أنهم يستخفون بكل الأحزاب السياسية المشكلة للجنة؟ هذا التقرير موضوعي أنجزته هذه اللجنة بما يتوافق مع روح الدستور. أن يكون هناك مسؤولون سياسيون متورطون في ارتكاب جرائم نهب وتبديد المال العام من داخل حزبهم فذاك شأنهم، فنحن لسنا سلطة قضائية، بل نقدم خلاصات البحث والتقصي بكل تجرد وبكل موضوعية. لقد استغربت حقا من تدخلات حزب الاستقلال، خصوصا عندما أشار إلى أن التقرير لم يذكر تورط المدير السابق، رغم أن ثمانين بالمائة من الخروقات التي سجلتها اللجنة تشير بكل وضوح إلى مسؤولية المدير السابق. واستغربت كذلك كيف أن حزب الاستقلال ادعى بأن هناك ثلاثة أشخاص داخل اللجنة لهم ارتباطات مالية ومهنية مع مكتب التسويق والتصدير، وهنا أطرح السؤال: هل يظن حزب الاستقلال أن عبد الحكيم بنشماس ولجنة تقصي الحقائق أجهزة للتحقيق في المسارات المهنية للبرلمانيين، مع أنه ليس في القانون ما يمنع ذلك. صحيح أنه على المستوى الأخلاقي لم يكن حريا بهم أن يكونوا في اللجنة، لكن الاستقلال ممثل في اللجنة بثلاثة أعضاء، أحدهم رشح نفسه لكي يكون رئيسا للجنة، ثم إن أعضاء حزب الاستقلال واكبوا عمل اللجنة وحضروا جميع جلسات الاستماع واجتماعاتها ولاحظوا أن اللجنة تشتغل بأقصى درجات الموضوعية والحياد التام. ليس هناك أي تصفية للحسابات، وخلاصاتنا هي في سقف الإمكانات التي أتيحت لنا وفي حدود القرائن التي تم استجماعها، وسأكون شاكرا لهم إذا كشفوا لنا عن لائحة المفسدين الذين تسترت اللجنة في الكشف عنهم، وقدموا للرأي العام الوطني الأدلة والحجج الكافية للتحقق من مزاعمهم. وأرجو حقا أن يكون هؤلاء من حزب الأصالة والمعاصرة. وقتذاك سيقدمون لنا خدمة جليلة لأنهم سينبهوننا إلى من يفترض أنهم تورطوا في قضايا الفساد. - في عز الصراع بين الحزبين، صرح إلياس العماري لإحدى الجرائد الوطنية بأن ميليشيات حزب الاستقلال عذبت والدك في الخمسينيات من القرن الماضي. ماذا جرى بالضبط؟ صحيح، ميليشيات حزب الاستقلال عذبت والدي بقسوة قل نظيرها، مثلما عذبت العشرات من أبناء الريف، وهذه حقيقة مؤكدة نعرف، نحن أبناء المرحوم، تفاصيلها جيدا، لكن هذا جزء من التاريخ تصالحنا معه في إطار هيئة الإنصاف والمصالحة. بالنسبة إلي هذه صفحة طويت، لكن إن شئت أن أخبرك الحقيقة، فإن الجميع في منطقة الريف يدرك مسؤولية حزب الاستقلال في اقتراف جرائم يندى لها الجبين إبان أحداث 1958-1959، وبكل صدق أخبرك بأنني تصالحت مع تاريخنا من الناحية السياسية والأخلاقية. - ظهرت مؤخرا خلافات حادة في الفريق البرلماني لحزبكم وبدا بأن هناك تيارين متصارعين. هل يعكس هذا الصراع تطاحنات على مستوى قيادة الحزب؟ مشكلة فريقنا النيابي بمجلس النواب أن هناك الكثير من الطاقات ومن الكفاءات التي يمكنها أن تنتج بكيفية أحسن مما عليها، ولم نجد إلى اليوم صيغة معينة لاستثمار كل هذه الطاقات، أما الحديث عن وجود خلافات داخل الفريق النيابي ففيه الكثير من المبالغة لأن نوابنا يتناقشون ويختلفون، وليس الأمر بتلك القوة التي أشارت إليها بعض وسائل الإعلام. - وماذا تقول عن الاجتماعات العاصفة للفريق، بل إن فتيحة العيادي أعلنت يوما عن استقالتها من منصب نيابة الرئيس احتجاجا على وهبي، الذي اشتكى غير ما مرة من استقواء برلمانيين برموز الحزب؟ نعم هناك اختلافات وتباينات، لكن الأمور لم تصل يوما إلى درجة تقديم الاستقالة. أؤكد لك أن فريقنا البرلماني فريق متماسك. صحيح أن بينهم اختلاف في وجهات النظر بشأن السبل الكفيلة لتطوير أداء الفريق، لكن ليس ثمة انقسام، وفريقانا البرلمانيان يعكفان على تقييم حصيلتهما والاستعداد للدخول المقبل.