عمد العشرات من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة في مدينة فاس إلى الإحتجاج بالقرب من المركب الثقافي «الحرية»، صباح أمس الأحد، بالتزامن مع حضور وزير النقل والتجهيز، عبد العزيز الرباح، أشغالَ مؤتمر إقليميّ يعقده حزب العدالة والتنمية. ورفع المحتجون «تمساحا» منحوتا بعناية، وإلى جانبه لافتة تطالب بمحاربة اقتصاد الريع في توزيع «كريمات» النقل. ورددوا شعارات تضمّنت انتقادات لاذعة للسياسة المتّبَعة في هذا المجال، ودعوا إلى تمكين السائقين من الاستفادة من هذه الرخص، عوض توزيعها على «التماسيح والعفاريت».. ولم يسجل أي تدخل أمني ضد المحتجين، عكس محاولات قام بها المعطلون لاقتحام المركب الثقافي، و»إفشال» التجمع الذي يعقده حزب العدالة والتنمية. وقال أحد المعطلين ل«المساء» إن تدخل الأمن اتسم بالعنف وأدى إلى إصابة معطلين إصابات متفاوتة. كما تعرّض معطلان للاعتقال والاستنطاق وتم إخلاء سبيلهما بعد ذلك. وذكر المصدر نفسه أن الحضور الأمني كان مكثفا. وفرض أعضاء شبيبة العدالة والتنمية طوقا «أمنيا» على المركّب الثقافي «الحرية»، وسط المدينة، وكانوا يعمدون إلى التدقيق في هوية عدد من الراغبين في حضور التجمع. وأدى هذا الطوق إلى مناوشات مع عدد من المواطنين، ولم يسلم من عملية «تدقيق الهوية» حتى بعض الصحافيين.. وبرر مصدر مسؤول من شبيبة حزب بنكيران هذا «الوضع الأمني الاستثنائي» بوجود محاولات ل»نسف» المؤتمر، وقال إن مراجعة شبيبة الحزب شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» دفعها إلى إعلان «حالة استنفار أمني» ل»إنجاح المؤتمر» وإبعاد المعطلين والأطر الممرضة عن الفضاء. وحظيّ الوزير عبد العزيز الرباح، وهو يتناول الكلمة، ب»استقبال حار» من قِبل الحاضرين الذين غصّ بهم المركّب. وقال، وهو يرد على المعطلين، إن منطق الإحتجاج المؤدي إلى التوظيف قد انتهى، موردا أن المناصب المالية الشاغرة في الإدارات العمومية ستُفتح أمام كل المعطلين، وفي إطار تكافؤ الفرص بين الجميع. وأشار إلى أن الاحتجاج حق، لكنه لا يعني الاعتداءَ على حق الآخرين في استعمال الطريق العمومية والملك العمومي. ودافع الرباح عن التجربة الحكومية الحالية، وقال إنها «تتعب وتجتهد، ومن حقها أن يكون الشعب المغربي معها». وقبله، تحدث الكاتب الجهوي الجديد للحزب في جهة فاس، على أنها «أحسن حكومة على الإطلاق عرفها المغرب، ووزراؤها من الطراز الأول، ورئيسها لم يعرفه التاريخ المغربي».. وانتقد «تعامل» الصحافة معها و»عدم قدرتها (الصحافة الوطنية) على تحرير مقالات إخبارية تشير إلى أنها خفضت من ميزانية التسيير ب50 في المائة».. وأورد الكاتب الجهويّ للحزب أن «الإعلام العمومي كان بوقا للحكومات السابقة، لكنه انقلب بمجئ الحكومة الحالية، وبدأ يقوم بدور المعارضة».. وكرر الكاتب الجهوي للحزب عبارات «التمسايح والعفاريت»، التي يرددها رئيس الحكومة، معتبرا أنهم موجودون، وقد فضحهم الشعب ولفظهم الشعب، حسب تعبيره، ودون أن يحدد أي طرف.