في المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بوجدة الذي انعقد يوم 29 شتنبر 2012، حوصر السيد ابن كيران بصياح واحتجاج مجموعة من المعطلين الذين شتتوا تركيز رئيس الحكومة واضطر إلى قطع سياق حديثه وتوجيه خطاب مرتجل للمجموعات المعطلة. كما العادة كانت كلمات السيد ابن كيران تجمع بين متناقضين شعبوية الخطاب والدهاء السياسي. فالرجل لا يفوت أي جملة دون تذكير الأطر بأنهم أبناؤه وبأنه يشعر بما يشعرون به من تأزم اجتماعي، كما أنه يذكرهم أنه لا يمكنه مخالفة القوانين والدستور ولا مجال للتوظيف المباشر. ولو دققنا في خطاب السيد ابن كيران سنجد إيمانه الراسخ بنظرية المؤامرة التي كانت ولا زالت المحرك الرئيسي لكل تحركات الرجل قبل دخوله الحكومة وبعد توليه الرئاسة ! فالسيد ابن كيران يومن حتى النخاع بوجود قوى معادية تلعب دور الصد والردع لكل محاولة تغيير ! والخطير أنها تخفى على الجميع لكنها جلية واضحة للسيد ابن كيران وأقرب المقربين لديه. في يوم 29 شتنبر وفي المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بوجدة ولد كائن آخر من تلك الكائنات المعادية وقد جاء هذا على لسان السيد ابن كيران حين نعث الأطر المحتجة بأنها اطر مدفوعة من قبل قوى تريد الشر لهذا البلد... وفي انتظار ان يضع له إسما ينضاف للعفاريت والتماسيح ندقق فيما يلي : 1 السيد ابن كيران تحدى الأطر واقترح مبارزة إعلامية بل وأشار لأبنائه الأعزاء بأنهم غير مرغوب فيهم وأنهم جاؤوا ليشوشوا على محبي ابن كيران ومريدي الطريقة الابن كرانية ! 2 من خلال حديث ابن كيران يبدو أنه ولحد الآن لم يفكر مرة واحدة في تغيير طريقة تعامله مع معارضيه، فما الفائدة من مواجهة الأطر وما الفائدة بتحسيس الأطر أنهم غير مرغوب فيهم داخل قاعة المؤتمر تم ألا يكفي بؤس ويأس المعطلين ليكون دافعا للاحتجاج؟ لماذا ترك السيد الأمين العام هذا المعطى الواضح لكي يحوم في ملكوت الغيبيات ويبحث عن قوى خفية تدفع الأطر للاحتجاج. 3 من دهاء السيد ابن كيران السياسي أنه لا يبارز إعلاميا إلا في المواضيع القادر على السيطرة عليها، بينما يتفادى المواضيع التي قد تسبب له اصطداما سياسيا مع القوى الغيبية، كما أن اقتراح ملتقى للمعطلين المراد به تشتيت مشهد العطالة والذين يختلفون بحسب منطلقات كل فئة : فهناك أطر المحضر، وهناك أطر المرسوم، وهناك الأطر الجديدة الوافدة. فعن أي فئة يتحدث السيد ابن كيران؟ ولازالت الاطر تناضل في انتظار إسمها الجديد... !يوسف الصدقي : باحث بمركز الدكتوراه جامعة محمد الأول