سخنت حملة الانتخابات الجزئية المعادة في طنجة، حيث يقوم حزب العدالة والتتنمية بحملة مكثفة لاستعادة مقاعده الثلاثة التي حرمها منه المجلس الدستوري بعد شكاية من حزب «البام» الذي اتهم «البيجيدي» باستعمال رموز دينية في ملصقاته الانتخابية في الاقتراع الماضي. وقال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال وعضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، خلال لقاء جمعه بأنصار حزبه أول أمس الأربعاء في طنجة، إن الانتخابات الجزئية التي ستشهدها المدينة من شأنها أن توجه رسالة قوية مفادها أن المغرب شهد تحولا عميقا لا رجعة عنه، وأن المغاربة سيحمون خيار مسار الإصلاح. وأضاف الخلفي أن منطق الإصلاح «لديه بالضرورة خصوم يريدون إفشاله»، عبر محاولة نسف الأغلبية الحكومية أو الطعن في نزاهة حزب العدالة والتنمية الذي يقود التجربة أو التشويش على العمل الحكومي. وردا على من يتساءلون عن إنجازات الحكومة، حسب تعبير الخلفي، استعرض المسؤول الحكومي جملة من «الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية» للتحالف الحكومي الحالي، من بينها إحداث صندوق التكافل العائلي ورفع الحد الأدنى للتقاعد لموظفي الإنعاش الوطني والجماعات المحلية ورفع المنح الجامعية لأول مرة منذ السبعينيات، إلى جانب إحداث صندوق دعم التماسك الاجتماعي، ومخطط ترشيد الإنفاق العمومي الذي أكسب الدولة 5 مليارات درهم إضافية، إلى جانب تشجيع الاستثمارات. وترك الخلفي حيزا مهما للحديث عن إصلاح صندوق المقاصة، إذ كشف أن اللجنة الوزارية المكلفة بهاته المهمة قامت ب«إصلاح عميق» ستظهر نتائجه بداية من شهر أكتوبر. واعتبر المتحدث نفسه أن إصلاح صندوق المقاصة، الذي يستنزف عشرات المليارات من أموال الدولة سنويا، أسهم في إصلاح نسبي للوضع الاقتصادي عموما، مضيفا أن الخط الائتماني، الذي وفره صندوق النقد الدولي للمغرب بقيمة 6.2 مليارات دولار، يعد إجراء استباقيا يجنب المغرب الوقوع في مأزق مستقبلي. وأوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة أن الإصلاحات الاقتصادية للحكومة الحالية مكنت المغرب من كسب 7 نقط في ترتيب التنافسية الاقتصادية الدولية، وجنبته الدخول في نادي الدول التي تهددها مخاطر اقتصادية، مذكرا بأن الحكومة الحالية عانت من الجفاف وارتفاع أسعار البترول والتقديرات غير المضبوطة للحكومة السابقة. من جانبه، أوضح لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، أن طنجة ستكون «هي المختبر الحقيقي لتجربة الإصلاح، فإما أن نتقدم للأمام أو ستنفجر عجلاتنا»، مضيفا أن الشعب إذا ما أراد الاستمرار في هاته «التجربة» فعليه أن يبعث رسالة صريحة يوم 4 أكتوبر. وقال الداودي إن المصوتين على حزب العدالة والتنمية لا يصوتون على الأشخاص، بل «على المشروع الإسلامي الذي يبتغي الإصلاح والخير للمغرب»، محذرا مما وصفها ب«أصوات التيئيس». ووصف الداودي ورقة تصويت المغاربة بالكلاشينكوف الذي حمله ثوار ليبيا ضد نظام ديكتاتوري، دون أن يفوت فرصة انتقاد وزير المالية السابق صلاح الدين مزوار، قائلا إن «الكلاشينكوف الانتخابي المغربي فجر مظلة مزوار التي حاول أن ينزل بها على رئاسة الحكومة».