تولي ربات البيوت أهمية قصوى لنظافة البيت، لكن أبدا لم يخطر ببال الواحدة منهن السؤال عن مكونات المواد التي تنظف بها مختلف المرافق في بيتها وتعطيره، ولا معرفة مدى تأثيرها على صحة أفراد الأسرة وخاصة الأطفال. هل تعلمين سيدتي أن هناك الكثير من المنظفات لم تخضع للتحليلات الطبية وتعرض للبيع بشكل عشوائي دون رقابة، مع العلم أنها مصنعة من مواد كيماوية، تتسبب غالبيتها في مضار صحية خطيرة. ولأهمية الموضوع، وبغية إزالة اللبس عنه، قمنا بالحوار التالي مع الدكتور جمال مداح، أخصائي الأمراض الجلدية والتجميلية. - ما هي أضرار المواد الكيماوية وما خطورتها على الصحة؟ إن أضرار هذه المواد تعتمد أساسا على تركيبها الكيميائي، وعلى طبيعة الإنسان الذي يتعرض لها، لكن يمكن القول إن هذه المركبات قد تتسبب في إحداث حساسية جلدية؛ الأكزيما لدى بعض الأفراد، كما تؤثر على وظائف أجهزة الجسم الحيوية مثل البلعوم، العيون، الكبد، الكلى، الطحال، البنكرياس والجهاز العصبي المركزي، كما يمكن أن يتسبب بعضها في أمراض سرطانية. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن الكثير من تلك المواد قد يتسبب في التسمم الذي من شأنه أن يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، حيث تعد غالبيتها مجهولة الهوية، ولا تتوفر على لائحة بمكوناتها، ولا تحترم الشروط الواجب أن تتكون منها كل مادة كيماوية كما هو الشأن بالنسبة ل»جافيل العبار» والمواد المصنعة بالصين الشعبية، حيث يكثر عليها الإقبال لثمنها الرخيص. - ماهي المكونات الخطيرة والمضرة التي تحتوي عليها هذه المواد؟ يدخل في صناعة المنظفات المنزلية الكثير من المواد الكيميائية، ومن أهمها مادة (الفينال والكريسول)، التي تعطل العصب الحسي وتضر بالكبد والجهاز العصبي وتتواجد بكثرة في الصابون وغيره من المنظفات، وأيضا (الكلور)، حيث تكون نسبة BH مرتفعة وكذا (الهيدروكسيد ، البوتاسيوم)، وتوجد في منظفات الملابس، (الصوديوم وإيدوكلوريد)، وتوجد في المواد الخاصة بالاستحمام، إلى جانب (الفسفور، النفثالين والأمونياك) و المتواجدة في المنظفات الخاصة بالأرضيات. - أين تكمن خطورة مواد التنظيف وما الأمراض الناتجة عنها؟ من أخطر المواد المستعملة هي المتعلقة منها بالتبييض، وأيضا مبيدات الحشرات، حيث تتسبب في البداية في تهيج جلدي، وعند إهماله يتطور إلى حكة جلدية أو اكزيما، لتتطور إلى بقع وحويصلات مائية وحبيبات قد تصبح اكزيما الملامسة أوما يعرف ب (اكزيما ربة المنزل)، والتي تتسبب في جفاف الجلد واحمراره، وقد تتطور لتصبح مزمنة، بأن تظهر تشققات مصاحبة بآلام حادة، يمكنها أن تنتقل إلى الأظافر، وتؤدي إلى اعوجاجها وتعفنها، وتتجلى خطورتها في سرعة انتقالها عبر الملامسة، وخاصة بالنسبة للنساء اللواتي لديهن قابلية للإصابة من بعض المواد من قبيل (النيكل).
بدائل طبيعية لتجنب المخاطر الصحية التي تتسبب فيها المواد الكيميائية، يقترح الدكتور مداح وصفات طبيعية بديلة ودون مخاطر صحية. - منظف الزجاج: استعملي سيدتي الخل الأبيض. - تنظيف الأثاث: عصير الحامض مع قطرات من زيت الزيتون. - جافيل: امزجيه بكربونات الصوديوم المعقمة والكلور. - معطر الجو: خذي الزهور المجففة وأضيفي لها روح الفانيلا. - تنظيف الخشب بالمطبخ: امزجي الخل وعصير الحامض مع زيت الزيتون. - الفضيات: عصير الحامض أو الخل مع الملح.
نصيحة - يحذر الدكتور مداح من الإفراط في استعمال المواد المنظفة، وينصح في حالة التنظيف بالكيماوية منها، بارتداء المرأة قفازا قطنيا قبل البلاستيكي، ودهن اليدين بكريم مباشرة بعد الانتهاء. حاورته : حسناء زوان