خلافا لكل التوقعات التي كانت ترجّح تعيين بادو الزاكي مدربا للمنتخب المغربي بعد أن أصبح الأمر مطلبا شعبيا، فاجأت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المغاربة وعيّنت، أول أمس السبت، رشيد الطوسي مدربا للمنتخب الوطني، خلفا للبلجيكي إيريك غيريتس. وقد خلّف تعيين الطوسي مدربا للمنتخب صدمة كبيرة وسط الجمهور، الذي كان ينتظر أن تسند المهمة إلى بادو الزاكي. وما إن أعلن العضو الجامعي، كريم العالم، تعيين الطوسي مدربا، حتى خيّمت حالة من الذهول والصدمة وسط الصحافيين والجمهور، الذي حج إلى مقر الجامعة. وبينما شوهد مشجعون وهم يذرفون الدموع أمام مقر الجامعة تنديدا بما اعتبروه قرارا غيرَ منتظر ولا يتماشى وانتظارات الشعب المغربي -حسبهم- فإن مشجعين، كانوا يحملون لافتة كتب عليها «نتمنى عودة الزاكي إلى الأسود لتطمئن الجماهير المغربية»، وضعوا لاصقا على أفواههم، في إشارة منهم إلى أن الجامعة «أخرست» صوت الشعب ولم تستمع إلى نبضه، بينما تعالت احتجاجات آخرين، وهم يصرخون في وجوه مسؤولي الجامعة «بْغينا الزّاكي».. في غضون ذلك، قال بادو الزاكي ل«المساء» إنه يشكر جميع المغاربة الذين ساندوه، مشيرا إلى أنه كان يتمنى أن تسند إليه المهمة ليحقق لهم أحلامهم الكروية، لكنه عاد ليهنئ الطوسي، الذي تم اختياره، مبرزا أنه يتمنى أن يحقق للمنتخب الوطني نتائج إيجابية تُفرح ملايين المغاربة، الذين يعشقون منتخب بلادهم. وكشف الزاكي أنه لم يضع أي شروط أو مطالبَ مالية وأنه أبدى استعداده لقيادة المنتخب الوطني، كما تعهد لعبد الإله أكرم، رئيس اللجنة التي عينتها الجامعة لاختيار المدرب، بتوقيع ورقة بيضاء تتيح للجامعة الاستغناء عنه دون أي مقابل، إذا ما رأت أنه لا يَسير في الاتجاه الصحيح، بيد أنه أشار إلى أنه فوجئ عندما أخبره نور الدين النيبت، عضو اللجنة، أنهم يجتمعون معه لمناقشته حول مباراة موزمبيق فقط. وأضاف: «لقد أردت أن أوضّح للرأي العامّ، الذي أحترمه وأقدره، حتى لا يتم ترويج معطيات مغلوطة عني، علما أن الخير دائما في ما اختاره الله». أما رشيد الطوسي، الذي تم اختياره لتدريب المنتخب الوطني، فقال ل«المساء» إنه جاهز لتولّي المهمة وإنه انتظر هذه الفرصة منذ وقت طويل، وتعهد ببناء منتخب قويّ يعيد الفرحة إلى المغاربة. وقال الطوسي: «إنه شرف كبير أن أقود المنتخب، لكنني اعرف أن مسؤولية جسيمة تنتظرني، وأناشد الجمهور والصحافة وجميع المسؤولين أن يكونوا سندا لي لنجمع شتات المنتخب الوطني».
