أنهى حميد شباط، مرشح الأمانة العامة لحزب الاستقلال، حملته الانتخابية، صباح أمس الجمعة، بالتأكيد على أنه بات «على مشارف باب العزيزية»، في إشارة إلى قرب «إسقاط «حكم العائلة الفاسية، صابا جام غضبه على منافسه عبد الواحد الفاسي وعلى الوزير نزار البركة، ناعتا الأول ب«تارك الصلاة» والثاني ب«الوزير الكذاب».
وقال شباط، خلال ندوة صحافية نظمها صباح أمس بأحد فنادق الرباط بنبرة المتحدي: «نحن الآن على مشارف باب العزيزية وبعد يومين سيدخل المناضلون باب الأحد على طريقة دخول ثوار ليبيا باب العزيزية بعد إسقاط نظام القدافي»، مشبها عبد الواحد الفاسي بالرئيس الليبي الأسبق، الذي نعث الثوار ب«الجردان»، بعد أن وصف الاستقلاليين ب«السيرورات». شباط، الذي كان مدعوما من قبل قياديين في الاستقلال والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، من أبرزهم عبد الله البقالي وخديجة الزومي وعبد القادر الكيحل وعادل بنحمزة، صفى حساباته مع عبد الواحد وعباس الفاسي وصهره البركة، متهما إياهم ب«التحكم في رقابنا وفي الفكر والسياسة، وهذا الثلاثي هو الذي يتحرك الآن»، معتبرا أن الصراع الدائر حاليا داخل الحزب هو «صراع بين شعب يريد التحرر وبين عائلة مستحوذة». قبل أن يستدرك قائلا: «لولا لدينا في بلادنا حكم (الملك) لصفونا جسديا، وعلى كل حال، فإن العديد من الإخوان تعرضوا للتهديدات وكشف الملفات».
إلى ذلك، شن شباط، الذي بدا واثقا من كونه الأمين العام القادم، هجوما لاذعا على نجل مؤسس الحزب وعلى عائلته، واصفا إياه ب«تارك الصلاة»، الذي يرغم مناضلي الحزب على القسم على المصحف للتصويت عليه، متهما إياه بتلقي «نصيبه» من مداخيل مؤسسات تعليمية مملوكة للحزب، وقال: «عبد الواحد تصله بركة مدارس الحزب، والأمور مقسمة بين ثلاثة مفتشين في الدارالبيضاء يستفيدون من مداخيل مدارس الحزب بالمدينة». وبنبرة استهزاء، وعد شباط غريمه بالحفاظ له على منصب شرفي في دواليب الحزب، وقال: «كما دخل اللجنة التنفيذية شرفيا لأنه ينتمي جينيا إلى سيدي علال، اقترحت عليه أمينا عاما شرفيا».
من جهة أخرى، خص شباط وزير المالية بهجوم خاص، حينما نعته ب«الوزير الكذاب»، الذي جاء في اجتماع للجن التنفيذية، ليؤكد أن الأرقام المقدمة في قانون المالية مزورة، قبل أن يتراجع عن ذلك بعد توريطه لرئيس الحكومة. شباط فجر قنبلة من العيار الثقيل، حين اتهمه بتوظيف منصبه الوزاري، بممارسة الترهيب والترغيب على أعضاء المجلس الوطني وأصحاب المقاولات للتصويت على عبد الواحد الفاسي، بالتلويح بمراجعة الضرائب في حق البعض تارة، وبإعفاء البعض وبتوظيف الاستقلاليين تارة أخرى.
وفي رده على سؤال ل«المساء» حول موقف القصر الملكي من الصراع الدائر حول الأمانة العامة، قال شباط: «لا وجود لأي تدخل، وعلى كل حال كان هناك حديث عن منع شباط، لكنها شائعات كانت تروج لها العائلة»، قبل أن يتابع قائلا: «وصولنا لن يدخلنا في صراعات مع الملكية.. كما أن الدستور الجديد لا يسمح لأي مؤسسة بالتدخل في أي مؤسسة أخرى»، كاشفا أن صامويل كابلان، سفير أمريكا، شغله الشاغل هو تتبع ما يجري في حزب الاستقلال.
من جهة أخرى، اختار شباط تهدئة مخاوف الاستقلاليين حول مصير الحزب ما بعد 23 شتنبر الجاري، موعد المجلس الوطني للحسم في منصب الأمين العام، بالتأكيد على أن «حزب الاستقلال حاضيه الله وله رجاله»، وأكد عمدة فاس أن الحزب في عهده سيكون قويا داخل الحكومة.
وعلمت «المساء» أن قيادة الاستقلال خصصت 32 مليون سنتيم كميزانية لانعقاد المجلس الوطني، تضم تكلفة إيجار المركز الدولي للندوات بالصخيرات، وتغذية أعضاء برلمان الحزب، التي ستتشكل من سندويتشات.