قال الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، محمد نجيب بوليف، يوم الثلاثاء الماضي، إن التعاونيات تشكل إطارا فعالا لإدماج الشرائح المجتمعية، التي تعاني من الهشاشة، لاسيما في الوسط القروي. وأوضح بوليف، في كلمة خلال ترؤسه لقاء تواصليا نظمه مكتب تنمية التعاون، احتفاء باليوم الوطني للتعاونيات تحت شعار «التعاونيات رافعة للاقتصاد التضامني»، أنه بالرغم من النتائج المهمة المحققة، فإن التعاونيات تواجه العديد من الصعوبات، التي تحول دون إقلاعها واستمراريتها، مبرزا أن أكبر الإشكالات التي تواجه تطور التعاونيات هو تسويق منتوجاتها. ومن أجل تجاوز تلك الإكراهات، أكد بوليف في هذا اللقاء، الذي يصادف هذه السنة الذكرى الخمسين لإحداث مكتب تنمية التعاون، أن الوزارة وضعت برنامجا لمواكبة التعاونيات حديثة التأسيس أطلقت عليه اسم «مرافقة»، مضيفا أن الهدف من هذا البرنامج، الذي يهم مرافقة 500 تعاونية سنويا، هو تحسين الحكامة والتنظيم الداخلي للتعاونية، واستيعاب التقنيات الحديثة في تسيير وتدبير المؤسسة الاقتصادية، وتحديث وسائل وتقنيات الإنتاج، فضلا عن ملاءمة منتجات التعاونيات مع متطلبات السوق وتمكينها من ولوج الأسواق. وأشار الوزير إلى أن هذا البرنامج، الذي يدخل في إطار الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني 2010-2020 يقوم على ثلاث مراحل هي: التشخيص الاستراتيجي، الذي يهدف إلى إبراز مكامن القوة والضعف داخل التعاونية، وكذا الفرص المتاحة أمامها، وكذا التكوين الجماعي لمسيري التعاونيات حديثة التأسيس، لاسيما في مجالات الحكامة الجيدة وتقنيات التسيير والتسويق، بالإضافة إلى المواكبة والمساعدة التقنية التي يسهر من خلالها عدد من الخبراء على مساعدة التعاونيات المستفيدة على تطبيق المهارات المكتسبة خلال مرحلة التكوين، وعلى تنفيذ مخططاتها التنموية. من جهته، أكد مدير مكتب تنمية التعاون، عبد القادر العلمي، أن النتائج التي تم تحقيقها خلال الخمسين سنة الماضية «إيجابية جدا من الجانبين الكمي والكيفي»، مشددا على أنه ب«الرغم مما يتعرض له العالم من أزمات اقتصادية خانقة، فالتجربة أثبتت أن التعاونيات هي المقاولات الأكثر قدرة على الصمود في وجه الأزمات الاقتصادية»، وذلك نظرا للروح التضامنية التي تسود بين أفرادها. وأوضح العلمي أن عدد التعاونيات في المغرب انتقل من 58 تعاونية سنة 1962، إلى ما يقارب 10 آلاف تعاونية حاليا، مشيرا إلى أنها ساهمت بشكل نوعي في محاربة التهميش والفقر، وتقديم الدعم المدرسي، ومحاربة الأمية، وإدماج الشباب والنساء في الدورة الاقتصادية. وأضاف أن نشاط هذه التعاونيات، التي يتجاوز عدد أعضائها اليوم 411 ألف شخص، انعكس إيجابا على معدل دخل المنخرطين فيها ورفع مستوى معيشهم، كما شجع العديد من خريجي الجامعات ومعاهد التكوين المهني على إقامة تعاونيات خاصة بهم. واختتم تخليد اليوم الوطني للتعاونيات، الذي يصادف إقرار الأممالمتحدة عام 2012 سنة دولية للتعاونيات، بتوزيع 16 درعا للاستحقاق على التعاونيات النموذجية في كل جهة من جهات المغرب ال16.