كشف نور الدين النيبت الدولي السابق وعضو لجنة اختيار مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، أن المدرب البلجيكي إيريك غيريتس لم يسبق له أن استشاره في الأمور المتعلقة بالمنتخب. وقال النيبت ل"المساء"، إن غيريتس ارتكب أخطاء كثيرة وأنه كان من أول المنتقدين له، بيد أنه أشار إلى أن مهمته كعضو جامعي كانت تفرض عليه التحفظ، حتى لا يتهم بأنه يشوش عليه. في الحوار التالي يؤكد النيبت لأول مرة أنه ليس مستشارا للفهري، وأنه عضو جامعي، كما يقول إن اللاعبين هم الذين يصنعون مدربي المنتخبات وليس العكس. - أثار خبر دفاعك عن المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، الكثير من الجدل، ما حقيقة ما جرى في اجتماع المكتب الجامعي، وهل ساندت فعلا هذا المدرب؟ ربما حصل خلط في الموضوع، أنا لم أساند المدرب البلجيكي، لكنني في سياق حديثي في اجتماع المكتب الجامعي عن هذا المدرب وحصيلة عمله تحدثت بموضوعية، عن ما له وما عليه، وقلت إن هذا المدرب أخرج ملايين المغاربة إلى الشوارع بعد الفوز على الجزائر، وتحدثت أيضا عن أخطائه الكثيرة التي كلفت المنتخب الوطني غاليا. أنا ربما أول من انتقد هذا المدرب وطريقة لعبه وتوظيفه للاعبين، وقلت حتى بعد الفوز على الجزائر إن طريقة لعبه وتوظيفه للاعبين لم تكن جيدة، وهو الأمر الذي قاسمني إياه العديد من التقنيين المغاربة، ثم في مرحلة لاحقة أصبح يدخل تغييرات كبيرة على لائحة اللاعبين، دون أن يستقر على تشكيلة قارة، قبل أن يبدأ في تحقيق نتائج سلبية. لقد كان الشيء الإيجابي الوحيد هو الجمهور المغربي الذي كان يحج إلى الملعب بكثافة ويدفع اللاعبين إلى تحقيق الفوز. ولذلك، فقد كان لابد من تصحيح هذا الوضع والانفصال عن هذا المدرب، من أجل محو الصورة السلبية التي تركها عن المنتخب الوطني. - لكن غيريتس سبق أن قال في ندوة صحافية إنه كان يستشير معك في الأمور المتعلقة بالمنتخب الوطني؟ لم يحدث قط أن استشار غيريتس معي في أي أمر يتعلق بالمنتخب الوطني، لقد كان هو سيد قراره، كما أن مسؤوليتي كعضو جامعي تفرض علي أن أكون متحفظا وألا أدلي بأراء قد تساهم في تصدع المنتخب الوطني، هذا ما يجب أن يفهمه الكثيرون. - لكنك لم توضح في تلك الفترة أنه لم يكن يستشير معك؟ لقد قال بالحرف بحسب ما بلغني إنه سيستشير معي، ولم يقل إنه يستشير معي، ولو سمعت أنه قال إنه يستشيرني في الشؤون المتعلقة بالمنتخب الوطني، لكنت قلت واجهته وقلت له صراحة، كفى من الكذب، لكن هذا الأمر لم يصل إلى مسامعي أبدا، علما أن غيريتس أخطأ في حق المنتخب وفي حق نفسه عندما لم ينفتح على اللاعبين الدوليين السابقين وعلى المدربين المغاربة الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب، فقد كان من شأن الاستشارة معهم ومحاولة الاستفادة من تجاربهم بحلوها ومرها أن يفيده ويكون دافعا إيجابيا له لينجح في مهمته، وأنا متأكد من أنه اليوم ندم على هذا الأمر. - برأيك لماذا فشل غيريتس مع المنتخب الوطني؟ غيريتس فشل لأنه ربما جاء بفكرة خاطئة عن المنتخب الوطني والكرة المغربية وتاريخها، وأيضا لأنه لم يقرأ الأمور جيدا فوقع في أخطاء كثيرة جعلته في النهاية خارج المنتخب الوطني. - عضويتك في المكتب الجامعي وقربك من الفريق الوطني، ألم يدفعك للحديث مع المدرب غيريتس وتنبيهه إلى الأخطاء التي يقوم بها؟ هذا الأمر لم يكن ممكنا، فأنا عضو جامعي ولست مسؤولا عن اللجنة التقنية حتى يكون لي الحق في محاسبة المدرب ومساءلته، وبالتالي فلم يكن مقبولا وأنا الذي كنت لاعبا دوليا سابقا أن أقول للمدرب هذه هي أخطاؤك، فربما ذلك كان سيعتبر تشويشا على عمل المدرب، لذلك كنت أراقب ما يحدث من بعيد، وأقوم بمهمتي المنحصرة في دعم اللاعبين معنويا ومرافقتهم ودعمهم بحكم تجربتي السابقة ومعرفتي بأجواء الممارسة في إفريقيا. - لكنك مستشار لرئيس الجامعة، ألم تكن تخبر الرئيس علي الفاسي الفهري بملاحظاتك؟ لست مستشارا للفهري، أنا عضو جامعي كبقية الأعضاء ولا أعرف من جاء بهذه الصفة. - في الصحافة وفي الجامعة هناك دائما حديث عن أنك مستشار للرئيس؟ هذا الأمر ليس صحيحا، وأنا لا أعرف من تسبب في هذا الخلط، وأكرر القول أنا عضو جامعي ولست مستشارا للرئيس. - برأيك هل مشكلة المنتخب الوطني في المدرب غيريتس فقط؟ المشكلة ليست في غيريتس فقط، فمدرب المنتخب الوطني ليس مثل مدرب الفرق، إذ ليس أمامه إلا ثلاثة أيام قبل أية مباراة ليهيء اللاعبين، إذن هناك عمل الوقت، في المنتخب اللاعبون هم الذين يصنعون المدرب، وليس العكس، إذن المدرب يجب أن يعرف كيف يشكل منتخبا متناغما ومنسجما وان يوجه الدعوة للاعبين الذين لديهم الرغبة في الفوز وحمل قميص المنتخب الوطني والتضحية من أجله. - هناك لاعبون يرفضون اللعب للمنتخب، ومع ذلك هناك من يحاول إقناعهم بتغيير رأيهم؟ المنتخب الوطني يجب أن يلعب له من يؤمن به ويقدس القميص الوطني، من لديه شروط أو يضع المنتخب محل اختيار يجب ألا نلتفت إليه. - أنت عضو في اللجنة التي ستختار المدرب المقبل للمنتخب الوطني؟ دورنا استشاري، ومهمتنا أن نستمع للمدربين المعنيين بالأمر، قبل أن تعلن الجامعة اختيارها النهائي. - هل لديك مدرب مفضل؟ سنعمل على اختيار الأفضل، فتدريب المنتخب الوطني يحتاج إلى جهد كبير وإلى تضحية وإلى تحمل كبير للمسؤولية، ونسأله الله التوفيق.