منذ أن تولت جامعة علي الفاسي الفهري مهمة الإشراف على كرة القدم المغربية في 16 أبريل من سنة 2009 والدولي والعميد السابق للمنتخب الوطني نور الدين النيبت يشغل مهمة عضو جامعي بصفة مستشار لرئيس الجامعة. استقبل كثيرون التحاق النيبت بالمكتب الجامعي باستحسان، خصوصا أن النيبت يجر وراءه سجلا حافلا وخبرة كبيرة في الملاعب الإفريقية والعالمية، ومن شأنه أن يفيد الجامعة وكرة القدم المغربية من خلال صفته كمستشار، لذلك تحدث البعض عن أن النيبت كانت له بصمات في التعاقد مع البلجيكي إيريك غيريتس، وعن الدور الذي يقوم به في تحفيز لاعبي المنتخب الوطني. أما اليوم، فيبدو أن النيبت أصبح ضحية لمنصب المستشار الذي يشغله، فلا أحد يعرف إذا ما كان النيبت موافقا على التركيبة الرباعية للمنتخب الوطني التي ضمت الحسين عموتة وحسن مومن وجمال السلامي وعبد الغني الناصري، وهي التركيبة التي عوضت مؤقتا المدرب الفرنسي روجي لومير. ولا أحد يعرف كذلك هل وافق النيبت بخبرته الكروية على أن يدخل المنتخب الوطني في عطالة استمرت حوالي العام دون أن يجري أية مباراة ودية، ولا أحد يعرف أيضا هل كان النيبت مع قرار انتظار غيريتس لحوالي السنة، وكذا الاستعداد لدورة الغابون وغينيا الاستوائية بماربيا، فضلا عن الكثير من الاختيارات الخاطئة للجامعة والمدرب غيريتس التي كان من الممكن مناقشتها، وتقويمها لو كان هناك حوار حقيقي داخل الجامعة الملكية. لقد أعطى النيبت الكثير لكرة القدم المغربية، بل إنه نال لقب أفضل مدافع في تاريخ الكرة الإفريقية، وصنع لنفسه اسما من ذهب، لذلك وعقب الإخفاق في كأس إفريقيا فإن أسئلة كثيرة تطرح حول دور النيبت في الجامعة والمنتخب الوطني. لذلك، إذا كان النيبت مستشارا لا يتم إشراكه في اتخاذ القرار ولا تتم الاستعانة بتجربته وخبرته الكروية، فإن من الأفضل له وحفاظا على سمعته واسمه أن يخرج إلى العلن ليوضح حدود علاقته بالجامعة، وبما يحدث في المنتخب الوطني من فضائح كروية. عندما تواجه الصحافة المغربية النيبت بأسئلة عن علاقته بالجامعة وعن المنتخب الوطني، يفضل أن يلوذ بالصمت، بل إنه يبدي تحفظه ويطلب من الصحفيين ألا يوجهوا أسئلتهم له. ربما في صمت النيبت الكثير، لكن في الوقت الحالي فإن الصمت غير مقبول، فإذا كان للنيبت دور في ما يحدث فليكشف عنه، وإذا لم يكن له فإن من الأفضل له له ولسمعته الكروية أن يغادر، حتى لا يكون شريكا في فضائح المنتخب الوطني.