خلق العشرات من السلفيين وسط مدينة فاس، زوال يوم الجمعة الماضي، حالة استنفار أمني، بعدما قرروا الخروج من مسجد حي الأطلس، وهو من المساجد الكبيرة في المدينة، للاحتجاج على الفيلم الأمريكي المسيء إلى الرسول (ص). ورفع المتظاهرون شعارات قويّة نددت بهذا الفليم، فيما تدخلت القوات العمومية لضرب طوق أمني على هذه الوقفة، كي لا تتحول إلى تظاهرة غاضبة في اتجاه المركز الثقافي الأمريكي في العاصمة العلمية. وسدت القوات العمومية جل المنافذ الطرقية المحاذية لهذا المسجد وحوّلت اتجاهات السير والجولان إلى منافذ طرقية أخرى. وقد ردد المحتجون، وسط شمس حارقة، شعارات وجهت انتقادات لاذعة لأمريكا، التي وصفت ب»عدو الله». ووصف المتظاهرون الرئيس الأمريكي الحسين باراك أوباما ب»عدو الله». وقال السلفيون الغاضبون، الذين قدِموا من مختلف الأحياء الشعبية المحيطة بوسط المدينة، إنهم «لن يبيعوا القضية» ولن يخونوا، ورددوا: «رسولنا في العيون». وأكدوا أنهم «سيفْدُونه بالروح والدم».. ومن أبرز الشعارات التي هتف بها هؤلاء : «خيبرْ خيبر يا يهودْ، جيش محمد سيعودْ». وحضرت الشعارات التي يردّدها شباب حركة 20 فبراير بشحنات دينية في هذه الوقفة الاحتجاجية، وهتف المحتجون أن «الشعب يقول إلا رسول الله»، في إشارة منهم إلى أن المسّ به يعتبر خطا أحمرَ لا يقبلون بتجاوزه. ولم تسجل أي مواجهات أو مشاحنات بين المحتجين والقوات العمومية، لكن اللافت، بالنسبة لعدد من المتتبعين، هو الكم المتنامي الذي ظهر به السلفيون في هذا الاحتجاج، والذي قرئ أيضا من الناحية السياسة على أنه محاولة لاستعراض العضلات. وفي السياق ذاته، وقفت «المساء» على تعزيزات أمنية واضحة قبالة المراكز الثقافية الأمريكية والفرنسية والإسبانية في المدينة، واتخذت نفس الإجراءات أمام القنصلية الفرنسية. وذكرت المصادر أن السلطات الأمنية اتخذت هذه الإجراءات تجنبا لأعمال عنف غاضبة من مواطنين لا يميزون بين مخرج فيلم «براءة الإسلام»، وبين سياسة دول وحكومات، خاصة أن عددا من الدول القريبة تعيش على إيقاع احتجاجات غاضبة أدت إلى انفلاتات، في إشارة إلى ليبيا ومصر وتونس.