مازال عدد من المقصيين من مشروع سوق نموذجي يدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بسيدي مومن بالدار البيضاء يرفعون مطالبهم بضرورة استفادتهم من هذا المشروع، إذ أكد بعض المتضررين ل«المساء» أنهم «مقصيون» من هذه الاستفادة على الرغم من أن أوضاعهم الاجتماعية تحت الصفر وهم في أمس الحاجة إلى الاستفادة من هذا المشروع. ويواصل المتضررون، منذ مدة، تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات منددة بهذا الوضع بين الفينة والأخرى، حيث نظموا وقفة احتجاجية أمام السوق المذكور من أجل المطالبة بالاستفادة من المشروع الذي يوجد بشارع الحسين السوسي بكريان طوما، وشاركت في الوقفة مجموعة من الشباب والنساء المقصيين من الاستفادة، وهي وقفة وصفها بعض المشاركين بأنها «صامتة» وهي الخامسة من نوعها في ظرف وجيز، حيث رفعت فيها شعارات طالبت بالمحاسبة ونددت بالاختلالات التي عرفها هذا المشروع، ومطالبين بالحق في الاستفادة اعتبارا لأن هذا المشروع يستهدف فئة الباعة المتجولين والأشخاص في وضعية هشاشة والعاطلين عن العمل. وطالب المحتجون الجهات المسؤولة والعليا منها، على وجه التحديد، بفتح تحقيق في هذا المشروع للوقوف على الاختلالات التي قالوا إنه يعج بها وهي التي كانت وراء إقصائهم من الاستفادة نظير بعض من وصفوهم ب«المحظوظين» الذين استفادوا لأن لهم من يدافع عنهم على الرغم من أن بعضهم «غير معني بالاستفادة ولا تتطبق عليهم شروطها» في الوقت الذي تم فيه «إقصاء محتاجين وأيتام وعاطلين عن العمل وأرامل». ودعا المحتجون إلى إجراء حوار جدي ومسؤول، كما طالبوا بالتعجيل بفتح تحقيق شرط أن يكون «نزيها وشفافا» لأن ما يحصل بالسوق، يضيف بعض المتضررين، «يضرب الهدف من المشروع الذي يسعى إلى محاربة الإقصاء والهشاشة والتخفيف من معاناة شريحة من المواطنين الذين يعانون الويلات بهذه الأحياء المهمشة». وأكدت المصادر ذاتها أن الوقفة المذكورة تم تطويقها من طرف مصالح الأمن حتى لا تتحول إلى مسيرة حاشدة مطالبة برفع ما وصفوه ب«الإقصاء». وأكد أحد المشاركين في الوقفة أن فتح تحقيق في هذا السوق من شأنه أن «يميط اللثام عم مجموعة من الأمور والاختلالات التي تسببت في «حرمان» محتاجين من الاستفادة، كما من شأنه أن يسقط العديد من المتورطين فيها بهذه المنطقة إذا توفرت في هذا التحقيق النزاهة المطلوبة طبعا»، يقول المصدر ذاته.