كشفت دراسة حديثة أن 60 في المائة من المغاربة يقضون عطلهم السنوية داخل البلاد، وجاءت تركيا في المرتبة الثانية بنحو 19 في المائة، ثم إسبانيا بحوالي 9 في المائة. ويعزى ذلك لعامل الإمكانيات المادية بالدرجة الأولى، وهذا ما يرفع السياحة الداخلية إلى واجهة اهتمام المغاربة، خاصة أنها أقل تأثرا بالأحداث الجارية في العالم، التي تصيب القطاع السياحي بالشلل كما حدث أكثر من مرة في أكثر من بلد، ومن ضمنها المغرب. وأكدت الدراسة التي أنجزها موقع Jevoyage.ma على نحو 4000 مغربي، فضلوا الاستفادة من عطلهم عبر الموقع الإلكتروني المتخصص في الرحلات الداخلية والخارجية، أن المنتجعات السياحية المغربية استقطبت نصف السياح المغاربة، حيث اتجه 35 في المائة منهم إلى مدينة أكادير، و11.5 في المائة إلى شاطئ السعيدية، وأكثر من 12 في المائة فضلوا المناطق السياحية الشمالية، خصوصا مدن طنجة والمضيق وتطوان، حيث أعلنت بعض الفنادق والنوادي السياحية بكل من أكادير والسعيدية عن نسبة ملء كاملة بداية شهر يوليوز، وفي الفترة التي تلت عيد الفطر. ولم تخرج مدينة مراكش من الاستثناء، حيث استقطبت لوحدها 37 في المائة من السياح خلال نفس الفترة. وفيما يتعلق بالوجهات السياحية العالمية، لا زالت تركيا تغري السياح المغاربة، نظرا إلى سهولة ولوج هذا البلد، الذي لا يفرض تأشيرة دخول على المغاربة، بالإضافة إلى العرض السياحي المغري، الذي يستطيع المغربي من الطبقة المتوسطة الولوج إليه. وبالنسبة إلى إسبانيا، استقطب المنتج السياحي «كوسطا ديل سول» وجزر الكناري أغلب السياح المغاربة في صيف هذه السنة، باعتبار أن «كوسطا ديل سول» هي من الوجهات التي تنافس المحطات السياحية المغربية من حيث الأسعار والقرب الجغرافي والتنشيط السياحي خلال الفترة الصيفية. أما بالنسبة إلى جزر الكناري، فإنها استقطبت العديد من السياح المغاربة، خصوصا بعض الإعلان عن عرض مغرٍ بلاس بالماس بسعر لا يتعدى 10 آلاف درهم للشخص، تشمل المبيت والتغذية والتنشيط. ولم ينس المغاربة الوجهات السياحية البعيدة مثل التايلاند التي استقطبت أكثر من 4 في المائة من السفريات المنظمة. بالمغرب الوجهات السياحية المقترحة من طرف النوادي والفنادق، التي تقترح سعرا مغريا يشمل المبيت والتغذية والتنشيط، بالإضافة إلى مجانية اصطحاب طفل صغير، هي التي استقطبت أغلب الأسر المغربية خلال صيف 2012، وهو ما يفسر أن بيع هذه الحزمة من الخدمات يستحوذ على 96 في المائة من المبيعات السياحية بالمغرب، ينضاف إليها ضعف العرض السياحي من الشقق الموجهة للسياحة. وحسب آخر إحصائيات مرصد السياحة، فإن عدد السياح الأجانب بالمغرب تراجع بنحو 6 في المائة في الفترة ما بين يناير ويوليوز 2012، وبناقص 4 في المائة بالنسبة إلى عدد ليالي المبيت، مما أدى إلى تراجع المداخيل السياحية إلى 7 في المائة، وهو ما فسره المرصد بتزامن شهر رمضان مع الفترة الصيفية خلال هذه السنة، الشيء الذي أثر على قدوم السياح الأجانب، وكذا استعاضة السياح المغاربة عن السفر خلال هذه الفترة. ويتوقع المهنيون أن تستقطب الأربعة أشهر المتبقية من السنة سياحا جددا، لتسجيل نفس عدد السياح الذين قدموا إلى المغرب خلال 2011، مع التذكير بأنه خلال الأشهر التي سبقت شهر رمضان من هذه السنة، سجل المغرب نموا ب 8 في المائة بالنسبة لقدوم السياح خلال شهر ماي 2012 وأزيد من 10 في المائة خلال شهر يونيو، مع ارتفاع في عدد ليالي المبيت بنحو 10 في المائة خلال كلا الشهرين.