فضل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الحالية، الاستعانة بسيارة أجرة صغيرة في تنقلاته عوض السيارة المخصصة له من طراز «مرسيديس 350»، والسيارة رباعية الدفع المملوكة لحزب العدالة والتنمية. وشوهد رئيس الحكومة، في حدود منتصف ليلة الاثنين الماضي، وهو يهم بالنزول من سيارة أجرة بالقرب من الفيلا التي يقطنها بشارع جون جوريس بحي الليمون بالرباط، وتعود ملكيتها لزوجته نبيلة. وحسب مصادر «المساء»، فقد فوجئ عدد من المارة الذين تصادف تواجدهم مع وصول بنكيران إلى بيته، برئيس الحكومة وهو ينزل من سيارة أجرة أثارت الانتباه وسلطت الأضواء على ركاب السيارة، مشيرة إلى أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بدا حريصا على تبادل أطراف الحديث وممازحة سائق الطاكسي. فيما تابع رفيق دربه وكاتم أسراره عبد الله باها، وزير الدولة، رحلته نحو مقر إقامته متكفلا بأداء ثمن الرحلة. من جهة ثانية، تحولت فيلا رئيس الحكومة إلى ما يشبه «ديوان المظالم»، لتلقي شكايات ومظالم عدد من المواطنين، حيث بات مألوفا لدى جيران بنكيران مظهر عشرات المواطنين، الذين يرابطون ساعات الصباح أمام مسكنه في انتظار خروجه لإبلاغه بمطالبهم. وحسب مصادر «المساء»، فإن بنكيران أصبح يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه أمام سيل الشكايات والتظلمات التي تنهال عليه بمجرد أن يدلف خارج مقر إقامته، مشيرة إلى أنه أمام هذا الوضع، اضطر رئيس الحكومة إلى تغيير بعض عاداته وممارساته اليومية، حيث فضل الاستعاضة عن الذهاب إلى الحلاق الذي اعتاد لسنوات عدة زيارته في صالونه، بانتقال هذا الأخير إلى بيته ل«ينعم» بحلاقة هادئة. من جهة أخرى، شرع الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، في تصفية ما تبقى من تركة سلفه الاتحادي إدريس لشكر، بإبعاد بنيونس المرزوقي، أستاذ القانون الدستوري بجامعة وجدة، من الوزارة. وحسب مصادر مطلعة، فإن مسلسل «إبعاد» المرزوقي الذي كان قد جاء به عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من الحرم الجامعي إلى الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان لشغل منصب رئيس ديوانه، بدأ بإزاحته عن ذلك المنصب، مباشرة بعد توليه الوزارة، وتعويضه بمهندس في المعادن، قبل أن يتم مؤخرا إنهاء العقد معه ومغادرته لمبنى الوزارة. إلى ذلك، خرج الشوباني عن صمته، مقدما روايته بشأن منع وزارة الداخلية تصوير البرنامج الأسبوعي جلسة مغربية على قناة «الجزيرة مباشر» القطرية، الذي كان سيستضيف الوزير الإسلامي لمناقشة موضوع «المجتمع المدني وإشكالية التنمية»، بشبهة. وقال الشوباني، في بيان له توصلت «المساء» بنسخة منه: «بعد اتفاقي مع معد البرنامج حول التفاصيل والترتيبات المصاحبة لتصوير الحلقة بأحد الفيلات الموجودة ببلدية الهرهورة، فوجئت وأنا في طريقي مساء يوم الأحد لمكان التصوير باتصال من المشرفين على البرنامج يخبرونني باقتحام رجال الأمن لمكان تصوير البرنامج، وأن السلطات الأمنية أشعرت القائمين على البرنامج بعدم إمكانية التصوير لاعتبارات قانونية ترتبط بعدم الحصول على ترخيص». وتابع الوزير قائلا: «بعد إجراء اتصالات فورية مع الوزراء المعنيين بالملف، الذين أكدوا وجود مانع قانوني حال دون السماح بتصوير البرنامج. بناء على ما سبق، قررت تعليق المشاركة في البرنامج إلى حين اتضاح حيثيات النازلة».