وجدت الهيئة القضائية بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، صباح أمس الأربعاء، نفسها أمام وقائع مثيرة، في قضية تتعلق بإطلاق النار من قبل شرطي على ثلاثة شبان، اعترضوا سبيله بقرية اولاد موسى نهاية السنة الماضية، حيث استعمل الرصاص الحي ضدهم، مما أصاب أحدهم في رجله، بينما لم تتضمن محاضر البحث المنجزة من قبل الشرطة القضائية، الإصابة التي تعرض لها أحد المهاجمين، وأكدت فقط وجود إطلاق نار في الهواء. وحسب تفاصيل القضية، كان الشرطي متوجها إلى مقر عمله بقرية اولاد موسى بسلا، حيث اعترضه ثلاثة شبان، وقاموا بالاعتداء عليه، فنزل من سيارته وأخرج أصفادا حديدية من الصندوق الخلفي للسيارة، ووجه ضربات إليهم، ما تسبب في جرح أحدهم على مستوى خده الأيسر، وبعدما عجز عن مواجهة الشبان الثلاثة، لاذ بالفرار إلى محل مجاور لبيع الفواكه، حيث تعقبه الشبان، وقاموا برميه بالخضر والفواكه والصناديق الخشبية، فرد بإطلاق رصاصة في الهواء لتخويفهم، وبعدها أطلق رصاصتين أخريين في الهواء، حسب محضر الضابطة القضائية. والمثير في القضية، أن أحد الشبان لاذ بالفرار وهو مصاب في رجله بالرصاص، حيث استقر حوالي أسبوعين بالقرب من شاطئ سيدي موسى بسلا، خوفا من اكتشاف العائلة للأمر، وبعدما تدهورت حالته الصحية، عاد إلى منزله وأخبر العائلة بإصابته بالرصاص على يد شرطي، حيث نقلته إلى مصحة خاصة بالرباط، قامت بإجراء عملية جراحية له، لإخراج بقايا الرصاصة من رجله. وباشر المحامي بوشعيب الصوفي من هيئة الرباط، اتصالاته مع وكيل الملك بسلا حول وجود معطيات خطيرة في الملف، تتضمن الإصابة بالرصاص الحي، وأخبر الصوفي ممثل النيابة العامة بأن موكله يرغب في تسليم نفسه والإدلاء بحقائق حول عملية إطلاق الرصاص، شريطة عدم اعتقاله، وبعد أسبوع من تسليم الشاب لنفسه وإدلائه بمعطيات في القضية، أمر وكيل الملك باعتقاله وإيداعه السجن المحلي بسلا. وكان قاضي التحقيق وجه إلى الشرطي تهمة الضرب والجرح غير العمدين بواسطة السلاح، دون إشارة إلى استعمال سلاح ناري، كما وجه للمتهمين الآخرين تهمة الضرب والجرح واستهلاك المخدرات.