قال رئيس مجلس الإدارة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية، مصطفى الباكوري، أول أمس الثلاثاء بمراكش، إن المغرب يطمح إلى الرفع من إنتاجه من الطاقات المتجددة من أجل تغطية 42 في المائة من حاجياته في مجال الطاقة. واعتبر الباكوري في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة 18 للمؤتمر الدولي حول الطاقة الشمسية والحرارية، أن تنظيم هذا المؤتمر بالمدينة الحمراء يعد تتويجا للجهود التي يبذلها المغرب في مجال الطاقة والتي يعكسها اعتماد المملكة لاستراتيجية وطنية للطاقة. وأضاف أن هذا المشروع الطموح تمت بلورته من خلال تفعيل العديد من المشاريع وخاصة مشروعين للطاقة الشمسية والريحية تصل القدرة الإنتاجية لكل واحد منهما إلى 2000 ميغاواط، مشيرا إلى أن مخطط المغرب في مجال الطاقة الشمسية من شأنه أن يشكل رافعة للتنمية البشرية والاقتصادية. من جانبه، أكد بدر إيكن، المدير العام لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، أن المغرب الذي يعد رائدا في مجال الطاقات المتجددة من خلال اعتماده على سياسة تشييد السدود من أجل التحكم وتثمين الماء، يواصل اليوم تعزيز هذه الاستراتيجية وتحديد أهداف جديدة لتطوير وتنمية الطاقات المتجددة والشمسية على الخصوص. وأضاف أن هذا الانخراط يعكس الوعي التام بأهمية هذا المجال الحيوي والتعبئة على جميع الأصعدة من أجل النهوض به وتنمية الاندماج الصناعي وإحداث فرص شغل ذات قيمة مضافة، مبرزا أن المغرب يطمح إلى تعزيز الخبرة المحلية ودعم الابتكار. وأشار إيكن إلى أن البحث العلمي، الذي يعد أساس أي سياسة معتمدة في مجال الطاقة، يعد رهانا كبيرا من أجل إحداث فرص للشغل ذات قيمة مضافة عالية وتحقيق النمو استجابة للتحديات الملحة المرتبطة بالخصوص بالتغيرات المناخية. وأكدت باقي المداخلات على الأهمية التي يكتسيها قطاع الطاقة الشمسية والحرارية على المستويين الاقتصادي والبيئي ومساهمته في التقليص من الاعتماد على الموارد الطاقية المتسببة في الانبعاثات الغازية والتي تعد من أهم الانشغالات التي تؤرق دول العالم، مشددة على ضرورة التفكير في أنجع الوسائل لتطوير هذا القطاع وتشجيع مختلف الدول على الاستثمار فيه أكثر باعتباره قادرا على تلبية كافة حاجيات المجتمع من الطاقة. واعتبر المتدخلون أن هذا المؤتمر يشكل مناسبة سانحة لطرح رؤية متجددة تروم إيلاء مزيد من الاهتمام بمجال الطاقات المتجددة، وتفتح آفاقا واعدة لتطوير هذا المجال حتى يساهم بشكل أفضل في الحفاظ على البيئة وبالتالي تحسين مستوى حياة الإنسان. ويهدف هذا الحدث الدولي، المنظم على مدى أربعة أيام بمشاركة حوالي ألف شخصية من آفاق مختلفة من 40 بلدا، إلى إتاحة الفرصة للخبراء والمهندسين وأصحاب القرار والمستثمرين للاطلاع على آخر التطورات في مجال التكنولوجيا والأسواق والتمويلات المرتبطة بميدان الطاقة الشمسية الحرارية المركزة والعمليات الكيميائية. ويتضمن جدول أعمال هذا الملتقى، المنظم لأول مرة بالقارة الإفريقية تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة، تنظيم سلسلة من الورشات واللقاءات المتنوعة، علاوة على أزيد من 40 جلسة عامة و200 عرض تقني وعلمي لاستعراض نتائج آخر الأبحاث العلمية المنجزة في هذا المجال.