يواصل أزيد من 100 عامل بشركة «صوماطاك» لصناعة مواد الإسمنت المسلح بالحي الصناعي لعين السبع، التابع ترابيا لعمالة البرنوصي على مستوى الطريق الساحلية الرابطة بين مدينة الدارالبيضاء والمحمدية، منذ ال 14 من غشت الماضي، اعتصاما مفتوحا أمام مقر شركتهم، حيث فوجئوا بإغلاق معملهم في ال13 من غشت الماضي دون سابق إنذار، تقول مصادر من العمال المتضررين. وأضافت المصادر ذاتها أنهم أخبروا بذلك عن طريق سلطات عمالة البرنوصي ومندوب الشغل دون أن يتم إشعار مكتب النقابة المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وهو ما اعتبره العمال «خرقا للقانون». وأكدت مجموعة من العمال المعتصمين أنهم يعانون ظروفا جد صعبة بسبب هذا الإغلاق، خاصة أنه لم يتم تعويضهم عن سنوات العمل حيث عملوا بهذا المصنع طوال سنوات شبابهم، مضيفين أنهم أصبحوا الآن على باب التسول بعدما عجزوا عن الحصول على مصدر رزق آخر، مما جعلهم يعجزون تماما عن توفير لقمة العيش لأسرهم، حتى إن بعض العمال أصبحوا غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب الجوع الذي يصيب أبناءهم بعدما توقفوا عن تأمين مصاريف العيش الكريم لهم. وأكد أحد العمال أن من بينهم من قضى أزيد من ثلاثين سنة من العمل في هذه الشركة وعدد منهم يعانون من أمراض مزمنة مرتبطة بطبيعة عملهم الشاق، كالحساسية وضعف السمع إضافة إلى حوادث شغل خطيرة فقدَ على إثرها عدد منهم أصابع إحدى يديه، دون تطبيق قانون الشغل الجاري به العمل، ودليل ذلك، يضيف المصدر ذاته، الأجور الهزيلة التي لا تتعدى «السميك»، وغياب أدوات الحماية والوقاية، من بينها ملابس العمل والخوذات والأحذية الخاصة بطبيعة عملهم والأعمال الشاقة التي كانوا يقومون بها زيادة على انعدام التعويضات سواء المتعلقة بالساعات الإضافية أو ما أقرته مدونة الشغل، يضيف المصدر ذاته. ويطالب العمال، الذين ينتمون لأسر فقيرة، الجهات المسؤولة بالتدخل حتى يتمكنوا، على الأقل، من تسلم تعويضاتهم التي يقرها لهم قانون الشغل، مضيفين أنهم عاجزون الآن عن توفير مسلتزمات الدخول المدرسي لأطفالهم، بل إن عددا من أطفالهم سيكونون ضحية لهذا الوضع، وقد يتم حرمانهم من الدراسة بسبب العجز الذي يوجد عليه الآباء وعدم قدرتهم على تغطية المصاريف الكثيرة للحياة، حتى إنه أصبح يبدو للكثير منهم أن تعليم أطفالهم هو آخر ما يمكن التفكير فيه حاليا بسبب ضغط ضروريات العيش الأخرى، وعلى رأسها السومة الكرائية للغرف التي يعيشون فيها. وطالبوا المعنيين بالتدخل إما لتعويضهم أو فتح باب الشركة في وجوههم من جديد لمواصلة عملهم والتمكن من كسب قوت أسرهم اليومي.