زار حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون، على وجه السرعة سجن تيفلت أول أمس الخميس إثر محاولة سجين من السلفية الجهادية الانتحار. وأوضح مصدر حقوقي أن بنهاشم التقى المعتقلين الثلاثة محمد كموس، ومحمد حاجب، وعبد المجيد زرغوط، الذين كانوا يقيمون مع المعتقل الذي حاول الانتحار خوفا من محاولات انتحار جديدة. وأكد المصدر ذاته أن بنهاشم قضى أزيد من ساعتين مع المعتقلين الثلاثة من أجل إقناعهم بعدم القيام بأي مبادرات للانتحار مشابهة للمبادرة التي قام بها حمو الحساني بعدما أقدم على تجرع مبيد الحشرات، مضيفا أن المندوب العام الذي التقى المعتقلين الثلاثة بمكتب مدير السجن أقنعهم بالعدول عن قرار الانتحار مقابل نقلهم من جناح الحق العام إلى الجناح المخصص للمعتقلين الإسلاميين بناء على طلبهم. وأشار نفس المصدر إلى أن حالة استنفار أعلنت بسجن تيفلت بعد محاولة انتحار المعتقل الحساني، مضيفا أن إدارة السجن قامت بحملة تفتيش دقيقة وقامت بمصادرة جميع المواد الكيماوية والسامة التي يمكن أن يستعملها المعتقلون، خاصة السلفيين، من أجل الانتحار. من جانبه، نفى المندوب العام لإدارة السجون أن يكون حمو الحساني المعتقل السلفي بسجن تيفلت قد تناول، أول أمس الخميس، مبيد الحشرات احتجاجا على المضايقات التي قال إنه يتعرض لها داخل سجنه. وقال بنهاشم في اتصال مع «المساء»: «من سوء حظ هذا السجين أنني كنت، لحظة انتشار خبر تناوله مادة سامة، في زيارة للمركز السجني الجديد بمدينة تيفلت، رفقة المحجوب الهيبة، المندوب الوزاري لحقوق الإنسان». وأضاف بأنه فور تلقيه الخبر تنقل رفقة الهيبة إلى السجن المدني بتيفلت لمعاينة حالة السجين فاكتشف أن الأمر كله مناورة من أجل لفت الانتباه إليه، وأن حالته عادية. وفي سياق متصل، رجح مصدر من اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين في اتصال مع «المساء» أن يكون سبب إقدام المعتقل الحساني على محاولة الانتحار هو التحرش الجنسي به من طرف معتقلي الحق العام الذين يقيمون معه في الزنزانة، مضيفا أن المعتقلين الأربعة عاشوا حالة من الضغط الشديد بعد أن وضعتهم إدارة السجن في زنزانة وسط معتقلي الحق العام. وعزا المصدر ذاته سرعة تحرك بنهاشم لزيارة المعتقلين الذين حاولوا الانتحار إلى تزامن الحادث مع الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها المقرر الأممي المكلف بقضايا التعذيب في 17 من الشهر الجاري، وهو ما دفع المندوبية وكذا المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى تكثيف زياراتهما لعدد من السجون في الآونة الأخيرة تجنبا لأي احتقان قد يتزامن مع زيارة المقرر الأممي، مضيفا أن اللجنة المشتركة ستقدم تقارير مفصلة إلى المقرر الخاص الأممي حول الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون طيلة الفترة السابقة، سواء من طرف موظفي إدارة السجون أوالأجهزة الأمنية.