أحمد بوستة مرة أخرى، يستفيق سكان المدينة القديمة على فاجعة من نوع آخر، ولكن هذه المرة لا علاقة لها بمسلسل انهيار المنازل، بل بحريق اندلع بحي موحا وسعيد، ليلة الأربعاء الخميس، في محل لبيع الخشب، يطلق عليه سكان المدينة القديمة «الفندق». وقد تسبب هذا الحريق في أضرار مادية جسيمة بالنسبة إلى السكان، وفي وفاة سيدة في حي «الرماد» المتاخم لزنقة موحا وسعيد، والتي تضاربت الآراء حول سبب وفاتها، فهناك من يقول إنها توفيت بسبب اختناقها جراء انتشار ألسنة النيران، وهناك أخبار أخرى تؤكد أنها توفيت بعد أزمة قلبية، نظرا للخوف الذي تملكها بعد مشاهدة منظر الحريق. وأكد مصدر ل «المساء» أن سكان موحا وسعيد والأحياء المجاورة عاشوا ليلة من الرعب والخوف بسبب هذا الحريق، وقال: «لقد قضى بعض السكان ليلة بيضاء بسبب هذا الحريق، الذي لا نعرف لحد الساعة الأسباب التي أدت إليه». وأضاف المصدر نفسه أن بعض اللصوص استغلوا خروج عدد من السكان من منازلهم وقاموا بنهب بعض ممتلكاتهم، وقال أحد سكان الحي: «لا أحد استطاع العودة إلى منزله، بسبب الخوف الشديد الذي كان يشعر به السكان، فلقد اندلعت النيران في الساعات الأولى من يوم الخميس وامتدت إلى حدود الفجر». وزاد من حدة الحريق وجود بعض المواد القابلة للاشتعال كالمواد اللاصقة والدهانات، التي كانت عاملا مساعدا على انتشار النيران بشكل سريع ومخيف في الأماكن المجاورة ل«الفندق». وكان هناك تخوف كبير من وصول ألسنة النيران إلى المحلات التجارية المجاورة لمكان اندلاع الحريق، وساعد بعض شباب الحي رجال المطافئ في عملية إخماد الحريق، التي تواصلت إلى صباح أمس (الخميس). وقال أحد سكان حي موحا وسعيد في اتصال ب«المساء»: «إن السكان عانوا كثيرا جراء اندلاع الحريق وقضوا لحظات مؤلمة بسبب الخوف، لكن لم يسجل وقوع أي حالة وفاة بسبب النيران».