بعد تأجيل وانتظار، دخل اتحاد كتاب المغرب، «المنظمة العتيدة»، على سكة السفر نحو مؤتمره ال18، المقرر في 7 و8 شتنبر الجاري، في ذكراه الخمسين. ويعد هذا المؤتمر استثنائيا لكونه سيحسم في تشكيل فريق القيادة، الذي سيقود الكتاب ويساهم في «دفن» الخلافات التي عطّلت أعماله وشتّتت أهلَ القلم في كل حدب وصوب.. ما جعل الكثير منهم يتساءلون عن جدوى بقاء «الاتحاد» من أصله، في وقت أخلف موعده مع الأحداث وانشغل بالخلافات الصغرى، وعلى رأسها كرسي الزعامة.. ولا شك أن «الانقلاب الأبيض» الشهير ما يزال يرخي بظلاله على الكتّاب. سيعد المؤتمر استثنائيا لكونه يُعقَد في ظل تغيرات عرفها المغرب بعد هبّة نسائم «الربيع العربي» عليه وأدت إلى اعتماد دستور جديد للملكة. وأمام هذا تنصب الكاميرات على «منظمة الكتاب» لمعرفة ما سيغلي في قِدْرها في وقت لا يتوقف أصحابها عن الدعوة إلى التغيير. فهل سينجح الكُتّاب في تلقين أنفسهم والشعب درسا لا ينسى في الديمقراطية والشفافية؟!.. قبل انعقاد المؤتمر، أعلن عبد الرحيم العلام ترشحه لشغل منصب الرئيس وبدأ في الترويج ل«برنامجه». وقال العلام، في ورقة وجهها لأعضاء الاتحاد والرأي العام الثقافي، إن «التجارب التي راكمتُها خلال ما يقرب من عقد من الزمان، إضافة إلى استمرار إيماني بدور الاتحاد، في سياق المتغيرات الجديدة التي تعرفها بلادنا، يشجعني اليوم على إمكانية استمراري في العمل في الفترة الانتقالية، التي نُقبل عليها اليوم، ونحن نهيئ لمؤتمرنا الجديد». وعن المرحلة الأخيرة من عمر الاتحاد، التي وصفها ب«سنوات الأزمة»، أشار العلام إلى أنه «مع ما تخلل هذه المرحلة من جمود وترقب، فقد انتصرتْ، في نهايتها، إرادة تدبيرٍ بأقلِّ الأضرار الممكنة. ورغم أن تدبير الأزمة لم يكن سهلا، فقد بقيتُ حارسا للمؤسسة وفيّا لها ولقيّمها، وتم ذلك في ظروف صعبة ومزعجة. وكنت، كلما تعقدت الأزمة واستفحلت، أزداد اقتناعا بضرورة المزيد من المواجهة، رغم الإحساس الذي كان ينتابني أحيانا بصعوبة المتاهة، التي دخل فيها الاتحاد». واعتبر عبد الرحيم العلام أن المؤتمر المقبل سيكون مؤتمر «رفع الأزمة والتكيف مع مقتضيات الزمن الجديد ومتغيراته»، مقدما تصوره و»خطة طريقه» من أجل بعث الحياة في جسد الاتحاد وتحريك دواليبه، التي تعطلت لمدة طويلة. ومن جهته، دخل الشاعر محمد بودويك على الخط، حيت أكد نيته الترشح لرئاسة اتحاد كتاب المغرب، ليقضّ مضجع الرئيس الحالي، عبد الرحيم العلام، الذي كان، وإلى وقت قريب، المرشحَ الأوحد. وهكذا تحدث بودويك، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد، في بيان أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، عن أنه «بات واضحا وجليّا أن المكتب الذي يراد له ومنه إعادة الاعتبار إلى الثقافي والوهج والألق والحضور الوازن للمنظمة، يستلزم التئام فريق قويّ متماسك، متناغم، ذي أريحية ثقافية وصدقية وصحبة لا تنفصم عراها ثقافيا وتدبيريا وتسييرا لدفة الاتحاد بمعية الفروع الجهوية، وبتواشج معها وإنصات متبادل وتشاور، في السر والعلن، والخروج على الرأي العام الثقافي بكل ما ينتسج ويقال ويُتّفَق حوله». ويقيّم بودويك أداء المكتب التنفيذي للاتحاد، في تجربته المنتهية، بأنه «كحالِ الشاردين أو المفطومين، أو يتامى الأبوين»، في إشارة الى أزمة «التفرقة والتنابذ والزعامة الفارغة وهيمنة الشك والارتياب في ما نؤتي وما ندع». وقال، إنه تبعا لهذا الوضع، كان يستبعد معاودة ترشيح أعضاء المكتب التنفيذي لإدارة دفة الاتحاد من جديد، غير أنه عاد لدخول حلبة الترشح بعد إقدام الرئيس الحالي للاتحاد، عبد الرحيم العلام، على ترشيح نفسه لولاية جديدة. واعتبر بودريك أن ترشحه لمنصب الرئاسة يندرج في إطار «نصرة الثقافي وبلورة برنامج فكري -إبداعي من داخل المكتب، رفقة أعضائه وبمعونة أسماء ثقافية ورموز فكرية، أعتزّ بمعرفتها وبالقراءة لها والإنصات إليها». ويذكر أن ترشح بودويك، كما ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء، هو حلقة في سلسلة خلافات متواصلة مع الرئيس الحالي للاتحاد، عبد الرحيم العلام، عرفت تصعيدا منذ بدء التحضيرات لعقد المؤتمر، الذي كان مقررا في مارس الماضي، قبل أن يُعلَن عن تأجيله، لغياب الشروط المادية والتنظيمية... فلمن ستكون الغلبة ويفوز بكرسي الاتحاد؟..