دفعت الأزمة المالية التي يتخبط فيها النادي القنيطري لكرة القدم إلى مغادرة الفريق، أول أمس، للتجمع الإعدادي الذي كان يقيمه في مدينة طنجة، ثمانية أيام قبل الموعد المحدد لانتهائه. وخيمت أجواء من الحزن واليأس في الوقت نفسه على الحصص الأولى لهذا التجمع خاصة بعد إصابة المهاجم محمد الضو بكسر في يده، وتأخر إدارة النادي في صرف المستحقات المادية للاعبين وفق ما كان متفقا عليه، وهو ما اضطر هؤلاء إلى حزم حقائبهم للعودة إلى مدينة القنيطرة مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت، عشية اليوم نفسه، »الكاك« باتحاد طنجة، والتي انتهت لفائدة القنيطريين بهدفين لواحد، حيث أصروا على مقاطعة المعسكر، الذي كان مقررا له أن يدوم 12 يوما. وكشفت المصادر، أن لاعبي الفريق احتجوا بشدة على التماطل في تسديد أجورهم ومنح التوقيع، وهو ما أجبر المكتب المسير، الذي يترأسه محمد شيبر، على صرف أجر شهري للاعبين على دفعات، في حين تم استثناء الطاقمين الإداري والتقني وكذا باقي العاملين مع الفريق، الذين استاؤوا كثيرا من هذا القرار، الذي شمل أيضا بعض اللاعبين الشبان الذين التحقوا خلال هذا السنة بالفريق الأول. وأوضحت المصادر نفسها، أن وفدا يمثل مكتب شيبر، تكفل بتسديد تلك المستحقات عبر وكالة لتحويل الأموال، قبل أن يضطر إلى التنقل إلى طنجة لاستكمال أداء أجور باقي اللاعبين بمقهى تابعة لمحطة بنزين توجد خارج المدينة، في محاولة من هذا الوفد لإخماد نار الاحتجاجات. وأضافت مصادر «المساء»، أن العربي الريطب، محافظ الفريق، وكرد فعل منه على حرمانه من الاستفادة من أجره الشهري، دخل في مشادات كلامية حادة مع أحد أفراد الوفد المذكور كادت أن تتحول إلى اشتباكات بالأيدي لولا تدخل العميد رشيد بورواس لتهدئة الأوضاع، كما أشعل الوضع المحتقن صراعا هامشيا بالشارع العام في طنجة بين المدرب يوسف المريني ومساعده مصطفى العسري. ووجد مسؤول النادي صعوبة كبيرة في تغطية مصاريف هذا التجمع، الذي يروج حديث على أنه من اقتراح باشا المدينة، رغم أنه لم يدم سوى 4 أيام، حيث كشفت المصادر نفسها، أن المريني هو من وضع شيكه الخاص كضمانة لدى إدارة الفندق للسماح للفريق بالإقامة فيه، كما بادر المدرب نفسه إلى إعطاء اللاعبين مصروف الجيب وشراء بعض اللوازم الرياضية، تتضمن 20 كرة وألبسة وصدريات، من ماله الخاص، إلى حين تسديد تكلفتها من طرف شيبر. وعلى صعيد آخر، اختتم فصيل »إلتراس حلالة بويز«، أول أمس، مسلسل احتجاجاته اليومية التي كان يخوضها بساحة النافورة بالقنيطرة، للتنديد بما أسماه الفصيل تزكية سلطات المدينة لرموز الفساد الرياضي بالمدينة، وضرب الديمقراطية عرض الحائط، بمنحها وصل إيداع قانوني لمكتب لم يسبق له أن عقد جمعا عاما وفق القوانين المعمول بها في هذا الإطار، إضافة إلى فتحها الباب على مصراعيه لمسيرين متهمين بتبذير المال العام للعودة مجددا إلى تدبير شؤون الفريق، وهدد الفصيل المذكور بالدخول في أشكال نضالية غير مسبوقة في حالة عدم تدخل الجهات المعنية لفرض احترام القانون.