استهوت الأعراس التقليدية بتيزنيت ونواحيها، منظمي المهرجانات التراثية التي أسدل عليها الستار بكل من تيزنيت وتافراوت، وذلك لما يميزها من عادات وتقاليد أصبحت ضمن التراث القديم، ومهددة بالاندثار في ظل عولمة جارفة ودخول عادات دخيلة بإمكانات جديدة ومتنوعة. وفي هذا السياق، احتضنت قصبة «أغناج» بتيزنيت، ليلة الثلاثاء الماضي، مراسيم العرس الأمازيغي بمدينة تيزنيت، إذ قدمت جمعيتا «إسمون للأعمال الاجتماعية» و«تيميزار للفضة»، عددا من الطقوس والعادات المختلفة لعرس مدينة تيزنيت، كما ركزتا على مراسيم خطبة العروس من أهلها، وعلى الاتفاق الحاصل بين الطرفين حول صداق العروس وموعد الزواج، فضلا عن ترتيبات الزواج ولوازم الحفل الرئيسية، وحاول المنظمون في العرس المنظم بشراكة مع المجلس البلدي لمدينة تيزنيت، إبراز تعاون الأسر المحلية على إنجاح حفل الزواج مع توظيف جميع الإمكانات المتاحة، وركزوا على الإشارة إلى الدور الأساسي للمرأة التزنيتية في العرس التقليدي قبل بدايته إلى نهايته، وحاولوا إلى جانب ذلك إبراز بعض تقاليد الحناء والمستلزمات التي يرسلها العريس إلى منزل خطيبته، من لباس وحناء وسكر ومواد التنظيف التقليدية وغيرها، زيادة على إبراز كيفية استقبال العروس بمنزلها الجديد، واللباس الذي ترتديه والطقوس التي تسبق دخولها منزل العروس دون إغفال الأهازيج والنغمات الأمازيغية المرافقة لكل أطوار العرس. وبمهرجان «تيفاوين»، الذي وصل هذه السنة إلى نسخته السابعة، حاول المنظمون إبراز مجموعة من التقاليد المرافقة لعادات الزواج بعدد من أقاليم سوس، عبر استحضار عادات بكل من تافراوت وتيزنيت وآيت باعمران وإمي نتانوت وطاطا، حيث جاب العرسان شوارع المدينة، وقدموا نبذة عن العادات المرافقة للزواج بالمناطق المذكورة، كما نظم بالموازاة مع ذلك حفل للزواج الجماعي، ساهم في تأسيس أسر جديدة بالمنطقة، وحصل بموجبه كل زوج شارك في الزواج الجماعي على مبلغ 10 آلاف من أحد المحسنين المعروفين باحتضانه لمثل هذه المبادرات. إلى ذلك، استضاف مهرجان «تيفاوين» في نسخته السابعة، ما يزيد عن 320 فنانا وفنانة من مختلف المجموعات الفنية المشتغلة في حقل الموسيقى والمسرح والفروسية وفنون أحواش وغيرها، وذلك في إشارة إلى عملية تضع فنون القرية المختلفة في صلب الاهتمام، كما استضاف المهرجان عددا كبيرا من المجموعات الموسيقية والفنانين والفرق المسرحية والتراثية، وشارك فيه أزيد من 30 أستاذا وباحثا في الجامعة القروية محمد خير الدين، و 100 مشارك في الجامعة القروية محمد خير الدين، وأزيد من 28 مستفيدا من مسابقة أولمبياد تفيناغ، بالإضافة إلى استفادة 20 شابا وشابة من مبادرة الزواج الجماعي، كما سيستفيد أزيد من 100 طفل من برنامج الأنشطة التربوية والترفيهية إلى جانب مشاركة 34 تعاونية وجمعية فلاحية نسوية في معرض المنتوجات المقام بالموازاة مع المهرجان.